نعود إلى "جزيرة" الشيطان، أداة اللغز الخليجى الوحيد فى المعادلة العربية، القناة صاحبة الأزمات الحقيقية مع كل الدول العربية دون استثناء، عدا "قطر" والمعارضين والإرهابيين.. ومنها نكمل ما بدأناه بكيفية استعمال قناة الجزيرة وبدعمٍ كامل الدسم والصلاحية من حكومة قطر لتطبيق "الاستراتيجيات العشر للتحكم بالشعوب" للمفكر الأمريكي تشومسكي.. 1. مخاطبة الجمهور على أنّهم قُصّر، وللمتابع يجد أن معظم برامج "الجزيرة" موجّهة لجمهور عريض، تتوسّل خطاباً وحججاً باستضافة شخصيات مرتبكة ومعارضة، وتأخذ أسلوباً خاصاً يوحي في كثير من الأحيان أنّ المشاهد محدود التفكير، فكلّما كان الهدف تضليل المشاهد، إلاّ وتمّ اعتماد لغة مختلفة مضللة، وهذا ما نشاهده من مقاطع زائفة ومشاهد خادعة بين الفينة والأخرى في أغلب القضايا التي تتبناها "جزيرة" قطر. 2. مخاطبة العاطفة بدل العقل، والتوجّه إلى العواطف هو الأسلوب الكلاسيكي لتجاوز التحليل العقلاني، بإثارة الرّغبات أو المخاوف والانفعالات وقد لعبت القناة القطرية المشبوهة نفس الدور، الذى لعبته حيال الأزمات التى عصفت بثورات الربيع العربى ببثها شائعات من خلال برامجها، ولاسيما مصر، بتجهيز الإخوان إيديولوجياً عاطفياً، ثم التباكي على نكساتهم وفشلهم، وهذا ما حدث بعد الإطاحة بمحمد مرسى بعد مظاهرات "الغضب الكبرى" فى 30 يوينو 2013 حيث تبنت "الجزيرة" بكل فروعها حملات هجوم مباشرة و"مازالت" على حكومة مصر الحالية. 3. إغراق الجمهور في الجهل وإبقاؤهم غير قادرين على فهم "قوانين" لعبتهم وتقنياتهم وأساليبهم المستعملة من أجل السيطرة عليهم وتوجيههم بالشعارات تارةً بالقومية العربية وتارةً بالدين وتارةً بالبكائيات العربية. 4. تشجيع الجمهور وبرمجتهم على لغات جلد الذات والتجييش دائماً باللغة التحريضية والتحليلات المغرضة، وهذا يتضح في أغلب برامجهم وضيوفهم و"اتجاهاتهم المعاكسة". 5. تحويل مشاعر التمرّد إلى إحساس بالذّنب بدفع كلّ فرد في المجتمع إلى الاعتقاد بأنّه مسؤول وحكومته وشعبه وانتماؤه عن تعاسته، ممّا يخلق لديه حالة اكتئاب تؤثر بفاعليّة نحو الثورات والتمرد على كل شيء. 6. معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم، فقد تمكّنت "الجزيرة" من معرفة الأفراد والمجتمعات العربية وسايكولوجيتها وعاطفتها فسيطرت إعلامياً وبرمجت كثيراً من الأفراد "بشرائهم" واستقطابهم، وكذلك المجتمعات وخاصةً المجتمع "القطري" فانزوت الى دائرة الدفاع عن ميولات وأخطاء "سلطة قطر" وتوجيه السهام نحو الخليج والدول العربية بنكهة سياسية تخدم أجندة غربية قطرية..! ختاماً بالأنكى، أن تكون الجزيرة نجحت في إفساد ذوق المشاهد العربي وتضليله بشأن القاعدة والإخوان وعلاقتها بهم زمناً، لكنها لم تنجح في تضليل العالم الذي ظلّ يلمّح إلى تلك العلاقة الدافئة بين قناة الجزيرة والقاعدة، ورأس المال القطري وعبوديته لإيديولوجية البعد الإخونجي حتى اليوم وغداً!