فرانشيسكو توتي لم يكن نجمًا عابرًا في تاريخ روما الإيطالي، بل كان أسطورة روما النادي، وروما العاصمة، منذ أن بدأ مسيرته مع "الذئاب" عام 93م حين كان عمره 16 عامًا، ومرورًا بأجمل أيامه الكروية حين قاد "الجيلاروسي" لتحقيق لقب الدوري والسوبر الإيطالي عام 2001م، قبل أن يعود في 2006م ليساهم مع بقية زملائه في تتويج "الآزوريين" ملوكًا على عرش الكرة بعد الفوز على فرنسا في نهائي "مونديال ألمانيا 2006"، ليعلن "ملك روما" بعدها اعتزاله دوليًا مواصلًا تحقيق الإنجازات مع "الذئاب الإيطالية" بكأس إيطاليا 2007 وثنائية الكأس والسوبر موسم 2008، لكن الإصابات المتكررة وتقدم العمر لابد أن يأخذا من بريق هذا اللاعب. ظل جمهور روما يتعاطف مع توتي على الرغم من قلة مشاركاته، وظلوا يتذكرون ويذكرون بعضهم بالتضحيات التي قدمها "الطفل الكبير" لروما حين كان في أوج نجوميته وعطائه، ورفضه كل العروض والإغراءات التي تلقاها من أكبر الأندية الأوروبية، وتحديدًا موسم 2005 حين كان محل تنافس وصراع بين ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد، قبل أن يفاجئ الجميع برفض كل هذه العروض والاستمرار لأعوام مع عشقه الكبير، وظل عشاقه يرفضون حتى مجرد الحديث عن رحيله، وكان الحديث دائمًا عن التأثير الإيجابي الذي يلعبه في الفريق، وبثه للروح القتالية في عناصره، لذلك استمر تحت هذه الظروف وهذه الشعارات وبقوة العاطفة لاعبًا وقائدًا لروما حتى وهو لا يشارك كثيرًا! وعلى الرغم من أن جماهير روما كانت ومازالت تجمع على حب توتي بشكل جنوني، إلا أن إدارة النادي أعلنت أن هذا الموسم هو الأخير للاعب الذي اختير من "الفيفا" كواحد من أعظم اللاعبين الأحياء في العالم، وعلى الرغم أن لوتشيانو سباليتي مدرب روما جامل توتي في تصريحاته مرارًا، مؤكدًا حاجته له، إلا أنه في حقيقة الأمر لم يشركه سوى في مرات قليلة هذا الموسم، ليقرر جيمس بالوتا رئيس النادي نهائيًا إيقاف مجاملة توتي وعدم التجديد له موسمًا آخر، مقدمًا عرضه للاعب بالاستمرار كإداري، رافضًا عرضًا قدمه اللاعب لإدارة ناديه بالاستمرار لموسمٍ آخر مجانًا، من دون الحصول على راتب! هي سنة الحياة، لكل بداية نهاية، ولكل زمان دولة ورجال، هذا ما آمن به رئيس روما ومدرب الفريق، لذلك كان قرارهما الصعب عاطفيًا على الرغم من الرفض الجماهيري، وبالتالي تتوقف مجاملة توتي التي استمرت لأعوام، وكان لابد أن يعي وجماهيره أن استمراره لاعب يجب أن يكون مرهونًا بقدرته على العطاء والركض، ليس لأشياءٍ أخرى!