اعتمدت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 على ثلاثة محاور هي؛ المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح، فالمجتمع الحيوي هو ذلك المجتمع المعتز بهويته الإسلامية وبرسالته السامية في الحياة وينعم في بيئة تمتاز بمستوى تعليمي راقي وصحي جاذب، ويسمو بذلك المجتمع اقتصادٌ مزدهرٌ يوفر فرص العمل لكافة المواطنين مع تنوع في استثماراته ويحتويه وطن طموح لا نهاية لأحلامه ولا منتهى لآماله مسايراً لمتغيرات عصره ومواكباً لمستجدات زمانه. هذه المحاور الثلاثة هي معايير رئيسية لتقدم الدول ورقي شعوبها وازدهار اقتصادها. فالرؤية السعودية 2030 أولت رعاية كريمة لكافة المحاور الثلاثة ولا سيما محور المجتمع الحيوي وسعت جاهدة لتلبي كافة احتياجات المجتمع السعودي وتفي بمتطلباته وركزت على البعد الأهم الذي يشكل أهمية بالغة في حياة الشباب العصرية وهي الأنشطة الرياضية فهي لها أبعاد إيجابية من حيث تشكيل شخصية الشباب واكتشاف المواهب، وتنمية المهارات الذاتية، ومنحهم القدرة على مواجهة مصاعب الحياة وتجاوز معوقاتها، والرياضة تساعد على تقوية الأواصر الاجتماعية وتبني علاقات حميمة مع أصدقاء جدد، كما أن الرياضة تبني مجتمعاً صحياً لا تعتريه أمراضُ العصر الفاتكة ولا آفاته المزمنة. فلم يغب عن ولاة الأمر حفظهم الله تلك الفوائد الحميدة لممارسة الأنشطة الرياضية، وهذا ما أشارت إليه وثيقة رؤية السعودية 2030 "سنطلق البرنامج الوطني (داعم) الذي سيعمل على تحسين جودة الأنشطة الرياضية والثقافية، ويوفر الدعم المالي اللازم لها، وينشئ شبكات وطنية تضم كافة النوادي، ويساعد في نقل الخبرات وأفضل الممارسات الدولية لهذه الأندية وزيادة الوعي بأهميتها وبحلول 2020 سيكون هناك بإذن الله أكثر من 450 نادي هواة مسجل يقدم أنشطة ثقافية متنوعة وفعاليات ترفيهية وفق منهجية منظمة وعمل احترافي". وانطلاقاً من ذلك صدرت الموافقة السامية من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين على تنفيذ برنامج (مليكي ووطني في القمة) والتي تنطلق فعالياتها في 20 / 7 / 2017م وستشارك فيه كل من القوات المسلحة بكافة قطاعاتها وعدد من الأندية الرياضية يسبقها تنظيم ورش عمل مصاحبة للبطولة ترتبط بمعالجة التعصب الرياضي وتحصين الشباب من الأفكار المتطرفة بالإضافة الى إشراك أبناء شهداء الوطن في تلك الفعاليات المصاحبة ومشاركة نجوم الرياضة والإعلام في وطننا الغالي. وقد تقدمت جامعة الإمام بتوجيه من معالي مديرها وعضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل إلى توقيع مذكرة تعاون بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والاتحاد السعودي للرياضات الجوية وجاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع بين معالي الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الجوية حيث نصت تلك الاتفاقية على أن تستضيف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تلك البطولة على ملاعبها والاستفادة من كافة خدمات المدينة الرياضية ومرافقها وذلك حرصاً من معالي مدير الجامعة على إنجاح الفعاليات المصاحبة ل(برنامج مليكي ووطني في القمة) حيث ستتولى الجامعة تجهيز ملعب البطولة من ناحية الأرضية والإنارة وتوفير الطاقم الطبي لجميع المباريات وسيارات الإسعاف وتوفير رجال الأمن من إدارة الأمن والسلامة بالجامعة وتجهيز غرف اللاعبين والحكام إضافة إلى التنسيق مع الجهات الأمنية لزيادة ضبط الجماهير وسلامة الحضور والفرق المشاركة والحكام والاستفادة من قاعات الجامعة لعقد ورش العمل المصاحبة لفعاليات برنامج مليكي ووطني في القمة وغير ذلك من التجهيزات اللازمة. وليس بمستغرب هذه المبادرة من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فهي تقوم بواجبها نحو تفعيل المسؤولية الاجتماعية وصاحبة القصب السبق في كافة المبادرات التي تهتم بصلاح المواطن وبناء المجتمع وتماسكه وأمن الوطن ورقيه سواء كانت تلك المبادرات دينية أو فكرية أو علمية أو رياضية. ويسعى القائمون على برنامج مليكي ووطني في القمة إلى إيصال رسالة سامية في مضامينها وراقية في أهدافها من أهمها إبراز جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وإبراز ومساهماته وإنجازاته على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي وكذلك تعزيز الانتماء الوطني بين كافة شرائح المجتمع والوقوف مع ولاة أمره واحترام علمائه والتضحية من اجل الدفاع عن حياضه والحرص على أمنه وسلامته ونشر الأمن الفكري بين أوساط الشباب عبر توعيتهم بمخاطر الفكر المنحرف ونبذ الإرهاب والتشدد في جميع الأمور الدينية وتعزيز الوسطية والتسامح والاعتدال في تعاملهم مع كافة شرائح المجتمع ونبذ التعصب الكروي المؤدي إلى التفكك الأسري والنزاع الاجتماعي ونشر الوعي بفوائد الأنشطة الرياضية بين أوساط الشباب عبر المعارض التوعوية والفعاليات المصاحبة لبرنامج مليكي ووطني في القمة وصقل مواهب الشباب سواء في كرة القدم أو من خلال الفعاليات الرياضية المصاحبة لبرنامج مليكي ووطني في القمة مع المساهمة في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030. د. سليمان أبا الخيل