تجري اليوم الأحد في فرنسا الدورة الأولى من انتخابات تشريعية تتوقع عمليات استطلاع الرأي أن تفضي إلى منح حركة "الجمهورية إلى الأمام" التي أطلقها الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون في أبريل من العام الماضي الأغلبية المطلقة في البرلمان الجديد. وأفادت آخر عمليات استطلاع الرأي أن حركة "الجمهورية إلى الأمام" وحزب "الحركة الديمقراطية" اليميني الوسطي حليف الرئيس ماكرون في الحكم حصل على قرابة ثلاثين في المئة من الأصوات بينما توقعت الاستطلاعات حصول أحزاب اليمين بقيادة حزب "الجمهوريين" على عشرين في المئة من أصوات الناخبين. وكان هذا الحزب يعتقد أنه قادر على التعويض عن الهزيمة الثقيلة التي مني بها في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهري أبريل ومايو الماضيين وذلك عبر الحصول على الأغلبية في البرلمان الجديد مما يجعل الرئيس إيمانويل ماكرون مضطراً إلى تقاسم السلطة التنفيذية معه، ولكن ماكرون نجح في جعل هذا الحزب منقسماً على نفسه بعد أن عين إدوار فيليب عمدة مدينة "لوهافر" السابق رئيساً للوزراء علماً أن هذا الأخير يتحدر من صفوف حزب "الجمهوريين" شأنه في ذلك شأن وزيري الاقتصاد والمالية في الحكومة الحالية. وكان حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتشدد الذي تتزعمه مارين لوبين يتوقع بدوره التعويض عن انهزام مرشحته أمام ماكرون في أعقاب الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الماضية لاكتساح البرلمان الجديد ولكن الخلافات الداخلية التي ظهرت في صفوف قواعده القيادية من شأنها التأثير سلباً على أدائه خلال الانتخابات التشريعية التي تجري اليوم ويوم الأحد المقبل. وتنطبق هذه الملاحظة أيضا على الحزب الاشتراكي الذي كان يملك الأغلبية المطلقة في البرلمان المنتهية ولايته والذي لم يحصل بونوا آمون مرشحه إلى الانتخابات الرئاسية الماضية إلا على 6.3 في المئة من الأصوات في أعقاب الدورة الأولى. وتتوقع استطلاعات الرأي ألا تتجاوز الأصوات التي سيحصل عليها هذا الحزب 8 في المئة من أصوات المقترعين. وتدخل حركة "فرنسا العصية" المنتمية إلى أقصى اليسار في الانتخابات التشريعية التي تجري دورتها الأولى اليوم الأحد ولديها رغبة في أن تحل محل الحزب الاشتراكي كقاطرة الأحزاب اليسارية لاسيما بعد أن حصل مرشحها إلى الانتخابات الرئاسية الماضية جان لوك ميلانشون على المرتبة الثالثة بعد إيمانويل ماكرون ومارين لوبين وفرانسوا فيون. بل إن ميلانشون ينافس شخصياً في الانتخابات التشريعية في إحدى دوائر مدينة مرسيليا باتريك منوتشي أحد الوجوه المحلية البارزة المنتمية إلى الحزب الاشتراكي والذي كان عضوا في مجلس النواب المنتهية ولايته.