بالرغم من أن الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ستجري يوم الأحد 23 أبريل الجاري، فإن الناخبين في ثلثهم لا يزالون مترددين في الذهاب إلى صناديق الاقتراع لعدة أسباب. وتفيد عمليات استطلاع الرأي أن هذا التردد يلاحظ أساسا لدى الناخبين الذين تقل سنهم عن الرابعة والثلاثين من جهة ولدى ناخبي اليسار التقليديين من جهة أخرى. بل إن نسبة المترددين الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والرابعة والثلاثين تتراوح بين 55 و60 في المئة من مجمل الناخبين الذين يبلغ عددهم 44 مليون شخص والذين لم يبادر عدد منهم إلى ترسيم أنفسهم في السجل الانتخابي. وإذا كانت غالبية الذين تعودوا من قبل على التصويت لمرشحي اليمين التقليدي واليمين المتطرف قد توصلت إلى تحديد اسم المرشح الذي ستصوت له في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، فإن كثيرا من ناخبي اليسار لا يزالون مترددين بين ثلاثة مرشحين هم جاك لوك ميلانشون مرشح حركة "فرنسا العصية" المنتمي إلى أقصى اليسار وبونوا آمون مرشح الحزب الاشتراكي الحاكم وبعض الأحزاب اليسارية الأخرى وإيمانويل ماكرون المرشح المستقل. وقد تقلصت خلال الأيام الأخيرة الفوارق بين أربعة مرشحين تتوقع عمليات استطلاع الرأي أن يتمكن اثنان منهم من المشاركة في الدورة الانتخابية الرئاسية التي ستجري يوم السابع من شهر مايو المقبل. وهؤلاء المرشحون هم مارين لوبين زعيمة اليمين المتطرف وإيمانويل ماكرون وجان لوك ميلانشون وفرانسوا فيون أهم مرشحي اليمين ووسط اليمين. وحسب آخر استطلاع نُشرت نتائجه في صحيفة " لوموند" يوم الرابع عشر من الشهر الجاري وأُجري يومي الثاني عشر والثالث عشر من الشهر ذاته، تقاسمت مارين لوبين وإيمانويل ماكرون المرتبة الأولى من نوايا التصويت لدى أفراد عينة الاستطلاع من خلال حصول كليهما على 22 في المئة من الأصوات بينما حل جان لوك ميلاتوشون على 20 في المئة من نوايا الأصوات محتلا بذلك المرتبة الثالثة علما أنه المرشح الوحيد الذي سجل تقدما ملحوظا خلال الأسابيع الماضية بينما جاء فرانسوا فيون في المرتبة الرابعة وذلك بحصوله على 19 في المئة من الأصوات.