تأثرت المصانع البتروكيماوية والتحويلية في قطر في اعقاب قطع المملكة والإمارات والبحرين ودول أخرى العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وفرض الحظر الجوي والبحري، في حين ألقى الحظر البري بظلال معتم على حركة تسويق البتروكيماويات والبوليمرات الواردة بالأخص من المملكة إلى قطر، حيث تعتمد عدة مصانع كيماوية قطرية على اللقيم من مصانع البتروكيماويات السعودية. وتأثرت المصانع القطرية بوقف الإمدادات السعودية، مما ينذر بتعطل انتاج الكثير من المصانع التحويلة القطرية، وقد تضطر إلى اغلاق وحداتها تدريجيا إلى حين البحث عن مخارج لواردات غير برية ما يعني مضاعفة التكاليف. وقال ل"الرياض" يوسف بن عبدالله البنيان نائب رئيس مجلس إدارة "سابك" الرئيس التنفيذي، بأن السوق القطري سوف يفقد 1800 طن متري من منتجات "سابك" من البوليمرات، وهي كميات ضئيلة لا تشكل أي نسبة من إجمالي انتاج "سابك"، ملفتاً إلى عدم وجود أي مشاريع مشتركة ل"سابك" في قطر في حين ركزت "سابك" في تحالفاتها على مشاريع بتروكيماوية استراتيجية ضخمة في مملكة البحرين، منها شركة الخليج للبتروكيماويات "جيبك"، وشركة البحرين للألمنيوم "البا" والتي تعتبر مثالاً ناجحًا للتعاون الخليجي المتميز. وعمق هذا التحالف السعودي البحريني جسر العلاقة ما بين البلدين، حيث تمثل شركة "جيبك" شعار التعاون الخليجي المشترك في صناعة البتروكيماويات الخليجية بين السعودية والكويت والبحرين في الملكية المشتركة في هذا المشروع الناجح، الذي استطاع أن يفرض أعلى درجات المنافسة على الصعيد العالمي وإضافة قيمة وقوة لاستثمارات الثلاث دول في قطاع البتروكيماويات، وكذلك شركة "البا" على الرغم من التحديات التي تواجه صناعة الالمنيوم في الوقت الحاضر الا انها نفذت بمنتجاتها إلى قلب الأسواق الأوروبية. مخططات قطر غير عادلة وكانت قطر تحاول جعل الشركات العالمية للبتروكيماويات تعزف عن الاستثمار في المملكة، وتمكنت من ذلك من خلال تقديم عروض خيالية منافسة غير عادلة لجذبها وتحويل توجهها وخططها من المملكة صوب قطر وأبرزها شركة فليبس للبترول العالمية، وهي احدى كبريات الشركات البترولية البتروكيميائية الامريكية، والتي عزفت عن الاستثمار في المملكة عام 2002 بعد ان قطعت مفاوضات واوشكت على إقامة مجمع بتروكيماوي ضخم بالجبيل الصناعية لإنتاج 500 الف طن من مادة الاثيلين التي ستستخدم في انتاج 476 الف طن من البولي إيثيلين عالي الكثافة بالإضافة الى 50 الف طن من مادة الهكسين. إلا أن المباحثات تحولت فجأة وبسرعة للجانب القطري الذي تدخل لتحويل إقامة المشروع من المملكة لقطر، حيث صدر عنها مرسوم امير دولة بتأسيس شركة قطر للكيماويات المحدودة (كيوكم) شركة مساهمة قطرية برأسمال قدره 900 مليون دولار تملك قطر 51% من المشروع، في حين تشارك شركة فيليبس بالنسبة الباقية، في حين اعتبر الجانب السعودي عزوف شركة فليبس عن الاستثمار بالجبيل الصناعية وبالمملكة بصفة عامة، خسارة كبيرة في الوقت الذي كانت فيه الشركة قد قطعت خطوات متقدمة لإقامة ذلك المشروع بالجبيل الصناعية الامر الذي فاجأ عددا من المتابعين والمهتمين من الاقتصاديين. قطر تمكر وتثني فليبس عن الاستثمار بالمملكة خاصة وان رئيس شركة فيليبس السيد جون مولفا آنذاك، قام بزيارة للجبيل الصناعية عام 1998 بآمال كبيرة جداً في اقامة مشروع بتروكيماوي مشترك بالجبيل الصناعية، مؤكداً قرار شركة فليبس في الدخول في انشاء مجمع صناعي بتروكيميائي عملاق بمشاركة سعودية مع ارامكو السعودية و"سابك"، حيث تلى ذلك ارسال مختصين من فيلبس لمناقشة المسؤولين في الهيئة الملكية وارامكو و"سابك" حول قرار الشركة لإقامة المجمع بالجبيل الصناعية، والبدء بدراسة اختيار الموقع، في وقت تمتلك شركة فليبس احدى التقنيات المتطورة في تصنيع مادة البولي اثيلين ذو الكثافة العالية وامتلاكها اكثر 80 ترخيصا في هذا المجال. الا ان الرياح ذهبت بما لا تشتهي السفن في ظل إغراء قطري غير المنطقي، وفضلت الشركة ان تحقق هذه الاماني والاحلام التي كان يتحدث عنها رئيسها على ارض الواقع بشكل فاجأ المتابعين الذين كان بودهم معرفة السبب الذي دفع شركة فيليبس لتغيير وجهة نظرها من الاستثمار بالجبيل الصناعية، وتفضيل اقامة مشاريعهم في دولة قطر والتي أصبحت بعد انشاء هذا المجمع من اهم مصدري الاسمدة الكيماوية والبتروكيماويات في العالم بعد بدء انتاج المجمع أوائل 2001. المملكة والبحرين تعززا استثماراتهما النفطية في وقت عززت السعودية والبحرين استثماراتهما المشتركة في قطاعات النفط من خلال مصفاة "بابكو" بالبحرين التي تعد أول وأقدم مصفاة نفط في الخليج العربي والان تعكف على مشروع توسعة يتضمن استبدال خط الأنابيب بين المملكة والبحرين بهدف توسعة الطاقة الاستيعابية بالتعاون والتضامن مع شركة أرامكو السعودية حيث وقعت السعودية والبحرين عقودا بقيمة نحو 1.125 مليار ريال ما يعادل 300 مليون دولار لبناء خط أنابيب نفط جديد بين البلدين بطاقة 350 ألف برميل يوميا ومن المقرر أن يبدأ تشغيله في 2018. في حين تعتمد البحرين على الإنتاج من حقل أبو سعفة الذي تشترك فيه مع السعودية لتلبية معظم احتياجاتها النفطية وسيحل خط الأنابيب الجديد محل خط الأنابيب القديم بطاقة 230 ألف برميل يوميا وسيمكن شركة نفط البحرين "بابكو" من زيادة طاقة المعالجة في مصفاة سترة التي تبلغ طاقتها 267 ألف برميل يوميا. في حين من المخطط ارتفاع طاقة خط الأنابيب الجديد إلى 400 ألف برميل يوميا. ومن المخطط عند استكمال المشروع بنهاية 2017 أو أوائل 2018 سوف يخضع للتشغيل التجريبي لفترة ستة أشهر حيث من المرجح أن يخرج خط الأنابيب القديم من الخدمة في النصف الثاني من 2018. وسيتدفق خام النفط العربي الخفيف من محطة بقيق التابعة لأرامكو السعودية عبر خط الأنابيب الذي يمتد بطول 115 كيلومترا منها 73 كيلومترا في البر وبقية المسافة تحت مياه الخليج. يوسف البنيان خلال حديثه للزميل الغامدي