على الرغم من ارتفاع أسعار المواد الخام من الغاز الطبيعي واللقيم ومنتجات الطاقة وتعرفة استهلاك الكهرباء والتي أضحى منتجو البتروكيماويات بالمملكة قلقون حيالها معلنين عن مخاوف تراجع الأرباح نظراً لارتفاع تكاليف التشغيل والإنتاج وتأثر شركة "سابك" بزيادة الأثر المالي 5% من إجمالي التكاليف السنوية للشركة، إلا أن "سابك" حققت ارتفاعا في الارباح للربع الأول 2017 لتصل الى 5.2 مليارات ريال بزيادة قدرها 80% عن الربع المماثل 2016، واجمالي دخل بلغ 13,7 مليار ريال مقابل 10,1 مليار ريال للفترة ذاتها. حيث علق الأمير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ورئيس مجلس إدارة شركة سابك واصفاً هذا الإنجاز بالتاريخي رغم ارتفاع أسعار اللقيم والخدمات والطاقة وقال: "لا شك أن شركة عملاقة بحجم "سابك" وعولمتها الضخمة لديها استراتيجية تأخذ بالاعتبار كل المتغيرات سواء كان من ناحية الأسعار أو المبيعات أو اللقيم وتنوع في استثماراتها ومصادرها وشراكاتها وهذا ساعد "سابك" لان تتفادى وتقلل من تأثير سواء الأزمات الاقتصادية والتباطؤ في نمو الطلب وارتفاع أسعار اللقيم وانخفاض الأسعار للمنتجات البتروكيماوية على المستوى العالمي". وأضاف سموه إلا أن تنوع حقيبة منتجات "سابك" ومنتجاتها المتخصصة التي توجتها بالمرتبة الأولى على المستوى العالمي ساعدتها كثيراً لأن تعوض تباطؤ النمو العالمي في الأسواق والطلب ودفعها لتنويع اعتمادها على مصادر اللقيم وسوف تمضي قدما وفق هذه الاستراتيجية الناجحة للسنوات القادمة لتقلل من تأثير الارتفاع المستقبلي، في وقت نجحت الشركة في توجهها نحو الصين للاستثمار في تنقية تحويل الفحم لكيماويات، وفي أمريكا للاستثمار في وفورات الغاز الصخري، ومع أرامكو في مشروع تحويل النفط لكيماويات. وحول حضور سموه للجبيل الصناعية لتكريم موظفي "سابك" ممن خدموا 20و25و30 عاماً من العطاء، وبحضور يوسف بن عبدالله البنيان نائب رئيس مجلس إدارة "سابك" الرئيس التنفيذي، وكبار مسؤولي الشركة، قال سموه ل"الرياض" بأن "سابك" دائما تنظر لموظفيها كالأصول المهمة ومن العوامل المؤثرة في مسيرة الشركة ونجاحاتها الاستراتيجية في النمو، ومن اهم عوامل النمو وجود القوى البشرية الوطنية التي تستطيع ان تنفذ هذه الاستراتيجية، مشيراً إلى اعتزاز "سابك" برجالاتها الذين قادوا الشركة للعالمية وتتويجها بالمرتبة الرابعة عالميا في قطاع البتروكيماويات والمرتبة الأولى في المنتجات المتخصصة وتنوع حقيبة منتجاتها ومازالوا يقدمون المزيد من الابداع والابتكار والمملكة تعتز بتكريم العاملين في مختلف المجالات وهذا من قيم وشيم المملكة ونهج توارثته أجيال وأجيال منذ عهد المؤسس إلى قيادة البلاد الرشيدة، متمنا ل"سابك" وقطاع البتروكيماويات السعودي مواصلة الهيمنة العالمية للمزيد من تعزيز وتنويع موارد الاقتصاد الوطني. وأعرب سموه في كلمة ألقاها في الحفل عن سعادته البالغة للمشاركة في هذا الحفل التكريمي مباركا لهم عطاءاتهم التي امتدت عبر سنوات عاشوا خلالها رؤى "سابك" وحملوا طموحاتها، بمواصلة العمل المتفاني الدؤوب لإكمال المسيرة مع الشركة في ظل التحديات الجسيمة التي يفرضها تردِي الأوضاع الاقتصادية العالمية، وتقلُبات الأحوال السوقية، مشيراً سموه إلى أن العنصر البشري الموهوب المبدع هو سلاح "سابك" لقهر هذه التحديات. ولفت سموه إلى حرص حكومة خادم الحرمين على تنمية العنصر البشري الذي يمثل رأس المال الاجتماعي، والثروة النفيسة التي لا تعادلها ثروة أخرى، الأمر الذي أبرزته من جديد (رؤية المملكة الاستراتيجية 2030م) و(برنامج التحول الوطني 2020)، مشيراً إلى "سابك" هي ابنة وطنها الوفية التي جسدت هذا المعنى منذ تأسيسها، وطوال مراحل نموها، ولا تزال تعلق عليه كل آمالها، ومن ثم ستظل تكثف خططها وبرامجها لتنمية مواهبها البشرية، وإطلاق طاقاتها الإبداعية. وقال سموه: "ما أحوجنا اليوم إلى الدأب على الإبداع والابتكار، الذي يعزز موقع (سابك) الرائد في عالم الكبار، ويجعلها أكثر قرباً والتصاقاً بالزبائن، والعمل معهم وتلمُس متطلباتهم الفعلية وتلبيتها بمنتجات وحلول مبتكرة، تضيف القيمة الأعلى لا لعملياتهم فحسب، بل أيضاً لعمليات زبائنهم". وشدد سموه إلى حاجة (سابك) الان لجعل الاستدامة تسود مختلف جوانب فعالياتها، وتعزيز السلامة الصناعية لحماية ثرواتها البشرية والطبيعية، والحد من الانبعاثات المقترنة بالعمليات وتأثيراتها البيئية، مشيراً إلى أهمية تضافر الجهود وتكاملها لإنجاز (استراتيجية سابك 2025م) على النحو المنشود لتحقق أهدافها التنموية. رئيس مجلس إدارة سابك في حديثه للزميل إبراهيم الغامدي