سعت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) إلى تجسيد مفهوم الاستثمار الشامل ، من خلال التعاون والانتشار على الخارطة الدولية وبلوغ الأهداف المرسومة خلال العشرين سنة القادمة وفقاً لخطتها الاستراتيجية (سابك 20/20) التي تنطلق من رؤاها (أن تصبح الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيماويات ) ، وتقديم منتجات وخدمات عالية الجودة من خلال الابتكار والتفوق في عملياتها التشغيلية ، مع تحقيق تطلعات كافة القطاعات المتعاملة معها . وتظل (سابك) شركة ذات أداء ريادي وواقعي وفق ما عكسته نتائجها المالية الأخيرة محققة أرباحاً صافية 9.1 مليار ريال خلال عام 2009م ، ومسجلة في ربعه الأخير ارتفاعاً بنسبة 26% عن الربع السابق ، حيث بلغ صافي الربح خلال الربع الرابع 4.58 مليار ريال، مقابل 0.31 مليار ريال في نفس الفترة من العام السابق بارتفاع (1377%). ومقابل 3.65 مليار ريال في الربع السابق بارتفاع (26%). وكانت الشركة قد حققت أداء قياسياً خلال عام 2007م ببلوغ أرباحها الصافية (27) مليار ريال ، وتحقيق (22) مليار ريال عام 2008م . وأوضح رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة (سابك) صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود أن آثار الأزمة المالية العالمية انعكست على جميع الاقتصادات الدولية ، وشهدت الطلبات في العامين الماضيين انحساراً قوياً ، ما شكل تحدياً لسابك وغيرها من الشركات العالمية ، مبيناً أن (سابك) واجهت التحديات ، ونجحت بحمد الله وتوفيقه في تحقيق الربحية، وتكثيف خطاها لبلوغ طموحاتها الريادية وفقاً لخطتها الاستراتيجية. وشرح سموه الخطوات التي اتخذتها (سابك) لتحقيق أهدافها الاستراتيجية (20- 20) بتكوين بيئة عمل مشتركة لتعزز إسهاماتها في تنمية قطاعات الوطن الإنتاجية الصناعية والعمرانية والزراعية ، مشيراً إلى إنها دأبت على توثيق علاقاتها بزبائنها حول العالم، وانتهاج أفضل الوسائل لتقوية قدراتها التنافسية، وتحقيق النمو المنظم والتوسعات المدروسة ، آخذاً بعين الاعتبار تداعيات الأوضاع والمتغيرات العالمية . وواصل سموه ذكر الاستراتيجيات التي وضعتها سابك لتحقيق أهدافها ، حيث تولي عناية لتطوير مهارات عناصرها الوطنية، والاستفادة من الخبرات العريقة في المجالات التقنية، وقد هيأت لكيانها البشري مناخ العمل المحفز للعطاء والإبداع ، منذ المسيرة التي التي بدأتها عام 1396ه، الأمر الذي أدى لتحقيق النجاحات الباهرة طوال السنوات الماضية ، موضحاً أنها أدركت منذ نشأتها أبعاد مسئولياتها الوطنية، لكنها حرصت بالمقابل على أن ترسخ أقدامها على طريق العالمية ، وأن تصبح الشركة الرائدة التي تطبق أحدث التقنيات والأساليب التشغيلية والتنظيمية، ولقد انتهجت أفضل السبل لتحقيق التكامل في مختلف شركاتها وقطاعاتها حول العالم، وتوحيد عملياتها وإدارتها تحت منظومةً واحدةً، وها هي الآن تتبنى هيكلاً تنظيمياً وأسلوباً تشغيلياً جديداً ، تستطيع من خلالهما التواؤم مع المتغيرات الدولية، ومقابلة انحسار الأوضاع الاقتصادية ، واثقةً أن غرس ثقافة الإبداع في عقول مواردها البشرية هو سبيلها إلى بلوغ أهدافها الإنمائية ، بانتهاج (ديمومة التعلم)، والتوسع في إنشاء الجيل الجديد من المشاريع البتروكيماوية المتكاملة مع بعضها، وكذلك التوسع في تصنيع مواد متخصصة ذات قيمة مضافة عالية . وأشارت التقارير الصادرة عن سابك إلى أن قطاع التقنية والابتكار فيها ركز جهوده لابتكار أنواع واستخدامات جديدة لمنتجاتها وفق متطلبات وحدات العمل الاستراتيجية ، من خلال استكشاف مسارات غير مطروقة في مجال إنتاج الحفازات وعمليات التصنيع وتطوير التقنيات ، وإيجاد تطبيقات مناسبة للمنتجات ، إضافة إلى تقديم الدعم الفني للشركات التابعة .. وقد أسهم هذا القطاع خلال الأعوام السابقة بالعديد من الإنجازات التي تدخل ضمن منظومة من الخطط الطموحة والبرامج البحثية ذات التطبيقات الفاعلة ؛ ومن ذلك ابتكار تقنية حمض الخل ذاتياً ، وتطوير تقنية إنتاج (البيوتين -1) بالتعاون مع معهد البترول الفرنسي وتقنية (ألفا سابلين) لإنتاج (أوليفينات ألفا الخطية) بالتعاون مع شركة (ليندي) الألمانية ، وغيرها ، وقد نجحت فرق الشركة البحثية والتقنية في تسجيل نحو سبعة آلاف براءة اختراع حول العالم . وترى سابك أن من أهم مقومات النجاح والتفوق تطوير العمل وجودة التعامل ، ويعد مشروع سلسلة الإمدادات (إمداد) أحد الروافد الحيوية لتعزيز قدراتها التنافسية وتوثيق علاقتها بزبائنها ، بدءاً من المواد الخام وانتهاء بإيصال المنتجات المصنعة عبر شبكات التوزيع إلى الزبائن بكل مواصفات الجودة والسلامة، لتحقق القيمة المضافة التي ينشدونها حاضراً ومستقبلاً ، ويشكل هذا المشروع محوراً أساسياً في خطة (سابك) الاستراتيجية الرامية إلى بلوغها أعلى مراتب النمو، واحتلال مركز أكثر تقدماً بين كبريات الشركات الكيماوية العالمية ، كما تدرك سابك أن مفتاح نجاحها هو مواردها البشرية ذات القدرات الإنتاجية والإبداعية ، وقد تجاوز إجمالي القوة العاملة بها وبشركاتها حول العالم 33 ألف موظف يعملون في إطار الأسرة الواحدة وبروح الفريق الواحد، ويمثلون نسيجاً متكاملاً من المهارات والثقافات ، وقد دأبت على تنمية وتطوير مواردها البشرية ، باعتبارها رأس مالها الحقيقي ، وأداة الاستثمار الأمثل لمختلف الثروات الأخرى المادية، ومفتاحها لاجتياز تحدياتها العالمية. وسابك أيضاً شركة رائدة في حقل المسئولية الاجتماعية، حيث تحرص دائماً على تعزيز إسهاماتها في برامج خدمة وتنمية المجتمع ، مؤكدة في الوقت ذاته أنها مؤسسة إنسانية إلى جانب كونها شركة صناعية .