تعكف شركة إكسون موبيل الأميركية على إتمام خطط تحالفها مع عملاقة البتروكيماويات العالمية السعودية شركة "سابك" لبناء أضخم مجمع مشترك للبتروكيماويات في مقاطعة سان باتريسيو بولاية تكساس على ساحل الخليج الأميركي حيث تنظر إكسون لهذا التحالف المرتقب كجزء من برنامج "إكسون موبيل" لتنمية استثمارات الخليج الأميركي بقيمة 20 مليار دولار، في وقت تترقب من جهتها "سابك" إتمام إجراء الدراسات التفصيلية للمشروع والبدء في التخطيط للأعمال الهندسية والتصاميم والتقنيات والتكنولوجيات الخاصة بعمليات الإنتاج وإدارة المجمع إجمالا. ويعد هذا المشروع واحدا من 11 مشروعا رئيسيا من مشروعات الكيماويات، والتكرير، ومواد التشحيم، والغاز الطبيعي المسال المرتبطة بمبادرة "إكسون موبيل" الخاصة بتنمية الخليج في الولاياتالمتحدة والتي تحققت بفضل وفرة الغاز الطبيعي المنخفض التكلفة. ومن المتوقع حين اكتمال وتشغيل مشروعات إكسون موبيل أن تحقق فوائد بعيدة المدى وطويلة الأمد، حيث من المتوقع أن تولد المشروعات المخطط لها أو الجاري تنفيذها أكثر من 53,000 في أعمال التشييد وأكثر من 12,000 وظيفة بدوام كامل. ويتضمن المشروع إنشاء وحدة لتكسير الإيثان بتقنيات خاص ومواصفات عالمية، لإنتاج طاقة 1.8 مليون طن سنوياً من الإيثلين كأضخم مصنع من نوعه في العالم، إضافة إلى وحدات خاصة بالمشتقات لمنتجات البولي إثيلين، والمونو إثيلين جلايكول، مدعمة بإمدادات المواد الخام من ثروات الغاز الطبيعي والغاز الصخري التي تنعم بها الولاياتالمتحدة الأميركية بأسعار تنافسية. فيما تسعى "سابك" وإنفاذا لتحقيق رؤية المملكة 2030 بأن تكون الشركات السعودية القيادية لاعباً رئيسا في الأسواق العالمية الإستراتيجية حيث نجحت "سابك" باختراق الأسواق الأميركية منذ 2007 في أعقاب امتلاكها لشركة جنيرال إلكتريك وتملك الشركة بموجبها مصنع للستايرين في ولاية لويزيانا وتملكها حصص في مجمع الأوليفينات في الولاية ذاتها، وقد نجحت "سابك" في تعزيز تواجدها في قلب الأسواق الأميركية باستثمارات تقدر بنحو 30 مليار ريال من خلال عدة شركات تملكها هناك بملكية منفردة، فيما تسعى لمضاعفة حجم استثماراتها في أميركا من خلال تحالفها القوي المرتقب مع إكسون موبيل. في حين تتجه "سابك" لتصعيد حجم استثماراتها ومبيعاتها في الولاياتالمتحدة لأكثر من 7 مليارات دولار، حيث تسعى "سابك" لاستغلال الطاقات الكبيرة والوفيرة من الإيثان لاستخدامه لقيما في المجمع في ظل سهولة إمداداته. وتستند الشركتان على قاعدة صلبة وتاريخ في تحالفاتهما الناجحة في المملكة والتي من الأرجح أن تمهد لفرص نجاح هذا التحالف المرتقب في مجمع تكساس وذلك بعد أن أثبتت مشروعاتهما المشتركة بالمملكة مدى تنافسيتها على المستوى العالمي من خلال شركة كيميا بالجبيل المملوكة مناصفة بين الجانبين بحجم استثمارات تفوق 20 مليار ريال، وأنشئت عام 1980 لإنتاج الأوليفينات المتعددة منها الإيثيلين والروبلين ومنها أصبحت المملكة أول منتج للبولي إيثيلين، ونجاح الشركتين مؤخراً في تدشين مشروع المطاط البالغة حجم استثماراته 12.7 مليار ريال. إضافة الى تحالف الشركتين الضخم في شركة ينبت في ينبع باستثمار أكثر من 20 مليار ريال. ويدعم هذا المشروع مساعي "سابك" للهيمنة العالمية في صناعة الإثيلين وتزعمها إجمالي الطاقات الإنتاجية للإثيلين على المستوى العالمي حيث تحتل الآن المرتبة الثانية بطاقة هائلة بأكثر من 13 مليون طن متري سنوياً، حيث تنتج بالمملكة حوالي 11 مليون طن متري سنويا في شركاتها التابعة بالجبيلوينبع بخلاف مشروعاتها المشتركة لإنتاج الإثيلين بالصين والمملكة المتحدة وهولندا. وتحتل شركة بتروكيميا التابعة لسابك بالجبيل المرتبة الرابعة في قائمة أكبر 10 مجمعات للإثيلين في العالم بطاقة 2.250 مليون طن متري سنوياً، فيما تحتل شركة ينبت التابعة لسابك واكسون في ينبع المرتبة العاشرة بطاقة 1.705 مليون طن.