كشر الشعب السعودي عن أنيابه، مع بداية الشهر الفضيل، معلنين وقوفهم صفا واحدا مع قيادتهم ضد من يتطاول أو يسيء للمملكة وقادتها بأي إساءة كانت، موجهين رسالة تحذير شديدة اللهجة للدول الصغيرة بأن التطاول زاد عن حده. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي طوال الأيام الماضية موجة غضب كبيرة، ضد التطاول من "الأقزام" والصغار على الوطن، خاصة وأن التطاول جاء من صغار لا يرون بالعين المجردة، ومحسوبون للأسف على الأسرة الخليجية. ولم تقف التجاوزات والتطاولات على الوطن وحده، بل امتد إلى التطاول على مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، قائد الأمة الإسلامية، والذي وقفت خلفه أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية قبل أيام في القمة الإسلامية الأميركية، ما أثار حفيظة الصغار ممن يحسبون على أنهم دول. ونشر موقع "ميدل إيست آي" المعروف ملكيته ومموليه، إساءة لخادم الحرمين الشريفين، ما اعتبره كثيرون بأنه تصرف لا مسؤول من داعمي الموقع، وهم "إعلام الظل"، والمعروف أن موقع "ميدل إيست آي" الإخباري البريطاني مرتبط بعدد من كبار المسؤولين في إحدى قنوات الجزيرة القطرية بحسب تقرير نشر في موقع "ذي ناشيونال" الإماراتي. ورغم رفض رئيس الموقع ديفيد هيرست التصريح ل "ذي ناشيونال" حول مصدر تمويل الموقع، فإنه اكتفى بالقول إن التمويل يرجع لمصادر مستقلة حسب زعمه، وترتبط بالموقع شخصيات إعلامية عملت في الجزيرة القطرية منها جمال بسيسو الفلسطيني المولود في الكويت والمقيم في لندن. وقال الأكاديمي الإعلامي مسفر الموسى، إن الرسومات المسيئة هي المنفذ الصحافي الوحيد للمؤسسات الإعلامية المسيئة التي لا تمتلك الحقيقة، ولا تمتلك البرهان والدليل لكتابة التقارير والتحقيقات المهنية التي تعتمد على لغة النقاش والعقل والمنطق، مبينا أنها تلجأ إليها للتعبير عن حالة الغضب والحقد عندما ترى مصالحها السياسية تنهار أمامها، وهي الرصاصة الأخيرة التي تمتلكها هذه المؤسسات والمنظمات السياسية التي تقف وراءها، وهي باختصار هي حالة العجز والشعور بالهزيمة أمام القضايا العادلة التي يتبناها الطرف المقابل. وأضاف الموسى أنه لا يمكن أن نقرأ هذا الكاريكاتير بمعزل عن السياق السياسي الذي وردت فيه ولا بمعزل عن النظام الإعلامي الذي تنتهجه الحكومة القطرية، فالسياق السياسي الذي أنتج هذه الرسومات المسيئة يمكن اختصاره في ردة الفعل الغاضبة للجماعات والميليشيات التي ترعى الإرهاب بعد إعلان مجموعة من المشروعات المناهضة للفكر المتطرف والجماعات الإرهابية في القمة العربية الإسلامية الأميركية. وتابع أن سياق المنظمة الإعلامية القطرية يمكن فهمه من خلال التمويل السري القطري لمجموعة كبيرة من المؤسسات الإعلامية العالمية، موضحاً أن هذين السياقين يكشفان سياسة قطر الخارجية التي تواجه نظيراتها بوجهين، أحدهما يسير في الخفاء مع المنظمات الحزبية المشبوهة من خلال الدعم والتمويل الإعلامي، وإحدى هذه المؤسسات الإعلامية هي "ميديل ايست اي" التي نشرت هذه الرسومات المسيئة، وهذه المؤسسة أيضا تحاول أن تنشر إطارا إعلاميا يتمثل في (إيران فوبيا)، والذي يوضح بجلاء النمط الخفي للسياسة القطرية وعلاقاتها بشكل أو بآخر مع المؤسسة السياسية الإيرانية وميليشياتها في الشرق الأوسط. وتابع الموسى إن هذه الميليشيات الإيرانية هي الخاسر الأكبر من نتائج القمة العربية الإسلامية الأميركية، فإن هذه الرسومات اللا أخلاقية واللا مهنية والمعبرة عن الخوف والحقد والشعور بالهزيمة لا يمكن أن يستغربها كل من فهم بنية قطر ومؤسساتها الإعلامية والوجه الخفي لسياساتها في المنطقة. من جانبه، قال الإعلامي عبدالله الذبياني عبر حسابه في تويتر: "إن الدولة التي تشتري منتخبا يلعب باسمها وتشتري إعلاما يديرها دون علمها وتستأجر رجال شرطة وأمن لا يتحدثون لغتها فهي دولة مؤقتة". أما الإعلامي محمد الشقا فعبر عبر حسابه: "رسالة إلى كل إعلامي في السوشال ميديا تجاهل وطنه في مواجهة حملات التشويه وصمت بحجة قد يتصالح الساسة: أقول عيشوا وطنكم لحظته ومعه لا حياد". وعلق الأعلامي والكاتب المعروف هاني الظاهري بقوله: "لا يمكنك استخراج الدولة المجهرية قطر من عقدتها الجغرافية فهي سبب تحول نظامها إلى فايروس في جسد الأمة وغرفة تآمر على الجيران". وقال الصحفي محمد سعود: "منذ سنوات وقناة الجزيرة تبث سمومها ضد الأوطان العربية، وتعتمد على فبركة المواضيع من أجل الإساءة للملكة وقادتها"، مبينا أن قناة الجزيرة تعمل على تشويه صورة السعودية عبر منصاتها العربية والإنجليزية، من خلال نشرها لأخبار كاذبة لا تمت للمهنية والمصداقية الإعلامية بصلة، لافتاً إلى أن الجزيرة تحتضن عددا من المشبوهين فكرياً الذين ليس لديهم سوى الإساءة للمملكة والإمارات ومصر. وذكر أن الرسوم التي نشرتها الجزيرة أول من أمس مقصودة الإساءة للمملكة، للتقليل من نجاحات المملكة على المستوى العالمي، وأن "ما أن تحقق المملكة نجاحاً دوليا من خلال استضافة المؤتمرات الدولية، إلا وتظهر الجزيرة بمواضيع إعلامية مفبركة ومسيئة للمملكة"، مطالباً بحجب قناة الجزيرة في المملكة وعدد من البلدان العربية، كونها سرطانا فضائيا يجب استئصاله، لترتاح الأوطان العربية من قناة الفتنة والعار الإعلامي. عبدالله الذبياني محمد الشقاء هاني الظاهري محمد سعود