هي الأيام تجنح للمغيب ولكل عمر رصيف وداع. بالأمس رحل ملك الصحافة من الدنيا وغابت زاويته "لقاء". وغابت خمسون عاماً من رحلة الحروف ومهنة المتاعب عبر رحيل أستاذنا تركي السديري الذي قدم رحيق شبابه وعصارة كهولته وصحته من أجل جريدة (الرياض) ركضت معه عبر قلمي أيام الملز. وقبلئذ كنت متابعاً أيام (عمائر الدغيثر) ولكني بدأت مع حروف الرياض عبر جسر الخليج في الملز.. دلفت تلكم الصحيفة عبر الشعر ومن ثم عبر المقالة الرياضية حتى انتشر قلمي وسبح في صحافتها المختلفة.. وراق لتركي ذلك وأعجب بثقافتي ولله الحمد.. وانتقلت مع الرياض في حي الصحافة وشاركت في (غرابيل) وفي الصفحات الرياضية.. والشعرية حتى لهث قلمي واستراح استراحة المحارب.. ومن ثم عاودت الكتابة عبر جريدة (الجزيرة) وكان تركي أستاذي (رحمه الله) أستنير برأيه الصحفي المتمرس حيث كان يأتي إلى القسم الرياضي بسيره الوئيد ويرمي علينا نكتة أو طرفة ونشاركه فيبتسم.. وكان ينعتني (نديم طويق) فقلت له هذا لقبك يا أبا عبدالله فضحك وكان يمازحنا بتعليقاته (رحمه الله). أيام عشتها في جريدة الرياض أيام محمد الجحلان (رحمه الله) ويوسف الكويليت وسعد الحميدين وعبد الله الضويحي وآخرين ذكريات لا تنسى. برحيل أستاذنا الغالي تركي تذكرت بداياتي الصحفية ومراسلاتي الإخبارية عبر محليات وكانت الجريدة آنذاك تصلنا مع سيارات التاكسي بين الرياضومرات عبر كيس يضعها عند إحدى البقالات في مدينة مرات.. متأخرة الوقت نتلقفها ونقوم بتوزيعها.. وبعد ابتعاثي إلى باكستان طلبت بطاقة صحفية لحاجتي لها في إجراء لقاءات وغيرها فمنحني إياها (رحمه الله)، ومن ثم انتقلت إلى الشارقة.. وما زلت مع الجريدة .. عبر الخبر والشعر والمقالات والمشاركات تذكرت (أبو عبدالله التركي) بمتابعتي لزاويته ( لقاء) وتعلمت الكثير.. وتعلمت من جرأته الكثير في الطرح والثقة. كان قائداً ومفوهاً ورائداً في القيادة الحقة في ميادين الصحافة حتى اختير ليكون رائداً للصحافة السعودية ومن ثم الخليجية وترجل ذلك الفارس (رحمه الله) وأسكنه فسيح جناته وما زالت ذكرياته باقية وأعماله باقية وليس بمقدوري إلا أن أقول رحمك الله ياتركي.