لا أحد ينكر دور أميركا في التطور الحضاري المذهل وأثره على العالم أجمع وعدم استئثارها هذا الجانب متقبلة جميع الثقافات فتجد في مدنها أحياء كاملة كالحي الصيني فضلاً عن إسهامها في بناء الحضارة الإنسانية ودعمها للشعوب وتمرير أسس العلم والمعرفة لباقي الأمم حيث كشفت إدارة التعليم الدولي الأميركية مؤخراً عن بلوغ عدد الطلبة الأجانب المبتعثين على أراضيها بنحو 1.043 مليون طالب فضلاً عن العاملين في المجالات المختلفة، وكذلك من خلال دعمها للمشروعات الإنسانية المختلفة في شتى بقاع الأرض، وكل هذا بلا ريب متجذر في الأساس من عمق الرسالة السماوية لبناء الأرض وإعمارها وبناء علاقات طيبة مع الجميع عبر الإفادة والاستفادة.، لم تكن الحوارات الفاعلة والداعمة لسعادة البشر المبنية على الكلمة الطيبة إلا جسراً لطلب عون رب العالمين في إحلال البركة على العالم أجمع، ومرتكزه الرئيس هو الإنصاف في العلاقة مع الآخرين، الإنصاف في المشاعر، الإنصاف في التفاعل الصادق مع القضايا المختلفة؛ ليترك الصالحون بصماتهم المضيئة تنضح إشراقاً كلما أسهموا في زيادة حيز الخير وتناقلتها الأجيال ولما ستخلفه من معالم إنسانية رفيعة ترنو إلى إسعاد البشر وبناء الأرض وإعمارها في جو تسوده الألفة وروح التعاون. إن تفسير المعطيات وفقاً لمنهجية الموقف وموضوعيته يحتم العدل في المواقف بغض النظر عن اختلاف الجنس أو اللون أو المعتقد، فإذا أصبح العدل مقياساً للحضارة فإن البشرية ستنعم بالأمن، الكل يحدوه الأمل بإثراء الأحاسيس الجميلة الكل يبتسم ويستشرف المستقبل في ضوء الإخلاص والرؤى السديدة، في حين أنه من السهل على المرء تحري الدقة في قياس المسافات وتحديد المساحات غير أن مقياس المشاعر يتطلب إلماماً وقراءة متقنة للمعطيات وترشيد العواطف بلا ريب انتصار للذات حينما تتحرر المفاهيم من قيود المحاباة، السيطرة على الميول معضلة فالقلوب تهوى والعواطف تجنح وتنجح تارة في التسلق والتملق وإحراج العقول، إن تحقيق التوازن أمر جدير بالاهتمام فبه خالق الكون كفل الكون بحفظه وأتاح للإنسان الحرية في الاختيار بين طريق الحق أو طريق الباطل. بين خطيئة أو فضيلة، يتعلق الإنسان دوماً بآفاق الأمل بالتفاؤل بالعيش الكريم في سلام دائم، إن منظر شيخ يبتسم، وعجوزاً تشعر بالأمان، وصغاراً يلعبون في الهواء الطلق ينعمون في حس الرعاية في دفء الحماية والحنان، لجدير بالاحترام، فاقتران الذوق بالأخلاق انتصار للأمم وأهداف الشعوب يجسدها العيش الكريم ليعانق السلام والوئام أعلى القمم بالإرادة والعزم وبتوفيق المولى سبحانه الكريم المنان. حمد عبدالرحمن المانع