تركزت أنظار العالم خلال الأيام الماضية على عاصمة العرب الرياض، وتقاطر عليها زعماء العالم، وأثبت الملك سلمان -حفظه الله- أن المملكة مصدر السلام والوئام العالمي، فقد حرص الملك سلمان وبرؤية سياسية تحقيق المعادلة الصعبة في قمة الشراكة بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدةالأمريكية، فالدول الاسلامية التي يقع عليها عبء مكافحة الافكار المتطرفة عن الاسلام، والولايات المتحدةالأمريكية التي تعمل على محاربة الدول والمنظمات التي تمارس الارهاب يمثل اجتماعهم في قمة مشتركة وفي منبع الاسلام خطوة متقدمة من شأنها قطع الطريق على الدول والمنظمات الارهابية التي تستغل عدم التعاون بين الدول لتنفيذ اعمالها التخريبية. إن مجرد تدشين مركز اعتدال لمكافحة التطرف والارهاب وانطلاقه من الرياض يؤكد الدور الذي تقوم به المملكة في قيادة العالم الاسلامي واعتبارها مركز الدين الاسلامي المعتدل، والوسطية والتصدي للإرهاب. وقد نجحت السعودية في قلب الموازين لمصلحة شعوب المنطقة وإعادة الأمور الى نصابها، والسعي الى تحقيق مصالح شعوب المنطقة وشعوب الدول الاسلامية وكافة الدول المحبة للسلام وللتعايش بين الشعوب. كما أكدت القمة أن إيران هي راعية الإرهاب والمظلة التي تجمع المنظمات الارهابية، حيث تم التأكيد الدولي على مخططاتها التوسعية. إن التاريخ سيسجل للملك سلمان -حفظه الله- هذا الحدث الكبير بوصفه نقطة تحول في التوافق الدولي الاسلامي ضد الدول والجماعات التي تشوه الاسلام بدعم الارهاب والتطرف، وباعتبار هذه القمة بين الدول الاسلامية وأمريكا ركيزة من ركائز التعايش الانساني والاتفاق مع الدول غير الاسلامية في التأكيد على إبراز صورة الاسلام السمح الداعي للسلام والتعايش والانماء لما فيه خير البشرية واعمار الكون. إن التصريحات التي أدلى بها قادة الدول المشاركة تدعو كل سعودي للفخر والاعتزاز بقيادتنا الحكيمة بزعامة الملك سلمان أيده الله التي نجحت في حشد الدول الاسلامية لمناهضة ومحاربة الارهاب والتطرف أيا كان مصدره، سواء دول أو منظمات ارهابية ترفع شعارات الممانعة والدفاع عن القدس في الوقت الذي تجر فيه دول المنطقة الى ويلات الحروب وجحيم الارهاب وصناعة الخوف، وتدمير التنمية والاستقرار والنماء، والمؤكد أن المملكة بتنظيم هذه القمة ورعايتها تمضي قدما في سياستها الثابتة القائمة على دعم خطط السلام والتنمية والتعايش والاستثمار في الانسان ورفاهيته، وفي الوقت نفسه تحارب كافة أنواع المتاجرة بالدين الاسلامي العظيم لأغراض سياسية هدفها الاستبداد والتسلط واشاعة الفوضى وتغذية العنف ودعم المنظمات الارهابية وتكريس الطائفية والمذهبية. والسعودية بذلك تواصل رسالتها السامية في خدمة الاسلام والدفاع عن العروبة والتأكيد على القيم والمبادئ العظيمة التي يملكها المسلمون والعرب. أسأل الله أن يحفظ بلادنا والبلاد الاسلامية، وأن يوفق الجهود لتقديم الاسلام بصورته النقية السمحة، وأن يحفظ قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامين وولي ولي العهد.