قبل بضعة أسابيع أعلنت شركة سامسونج إنتاج كاميرا تصوير متطورة بتقنية تصوير 360 وتتيح الكاميرا خاصية البث المباشر عبر الفيسبوك واليوتيوب أي أن المشاهد بمقدوره الاطلاع على المحتوى في أي تجاه يرغب خلال البث المباشر، وهذا التطور التقني سيكون نقطة تحول على مسار إنتاج المحتوى الرقمي واستهلاكه ومشاركته كون أن مثل هذه التقنية باتت متاحة على مستوى الأفراد. ما يميز تقنية الواقع الافتراضي أن العنصر الوسيط (Mediation) معدوم وهو في العمل الإعلامي قد يكون دور المحرر أو كاتب السيناريو كون المشاهد يكون في قلب الحدث وأصبح جزءا من المشهد، وهي المرة الأولى في تاريخ الإنتاج الإعلامي الذي يأخذ المشاهد دور المخرج وهو تحول جدير بالتأمل والمواكبة. هذا التحول السريع في صناعة المحتوى سيأخذ منحنى جديدا قريبا ويحقق تأثيرا عاليا على المشاهدة لا تستطيع وسيلة إعلام أخرى أن تجاري التأثير الذي تحققه كون بمقدور التقنية التأثير الكامل على العقل وإيهامه بالتواجد في ذات المكان الذي يشاهده عبر نظارة الواقع الافتراضي كون أن الدماغ يتعامل مع الأحداث كمعلومات مجردة، لذلك نجحت التقنية في صناعة تأثير يشبه البيئة التي يشاهدها الشخص. كل ذلك التأثير صنع قطاع إنتاج إعلامي جديد بدأت تظهر ملامحه بالصناعات التكميلية كنظارات المشاهدة والكراسي التي تتحرك إليكتروني حسب المحتوى الذي تتم مشاهدته وغيرها الكثير من التقنيات. استخدام تقنية التصوير 360 هو أحد أنماط تقنية الواقع الافتراضي وبدأت تأخذ منحنى جديدا على المستوى التعليمي والذي كانت غوغل من أوائل من طور المحتوى بتعاونها مع ناسا في تصوير القمر والمريخ بتقنية 360 فضلا عن عدد كبير من القطاعات التي بدأت في اختبار استخدام التقنية كما هو الحال في المجال الطبي والنفسي والمعالم السياحية والتراثية، كل ذلك يضع تساؤلا مهما حول أهمية تأسيس معهد لتقنية الواقع الافتراضي وتحفيز إنتاج أفلام بذات التقنية لتعريف العالم بالمملكة وبالحرمين الشريفين بالطريقة التي تعكس ما لدينا من ثقافة وإرث حضاري وتطور اقتصادي.