أكّد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رئيس مركز الفكر العالمي عن السعودية د.محمد البشر على أن نتائج القمم الثلاث التي عقدت في الرياض مع الرئيس الأميركي مثمرة على المستويين الوطني من جهة والعربي والإسلامي، مضيفاً: "أرست المملكة على المستوى الوطني دعائم أمنها واستقرارها باتفاقيات دفاعية وعسكرية من شأنها زيادة فعالية التسلح العسكري بما يحفظ سيادتها وأراضيها، واتفاقيات في الطاقة والتعدين والتصنيع، وكذلك شراكات استثمارية في البنى التحتية والتقنية والتنموية، وهذا بلا شك مرتكز على المصالح المشتركة بين المملكة والولاياتالمتحدة". وأوضح: "أما ما يتعلق بالمستويين العربي والإسلامي أكدت فعاليات القمة وقراراتها أهمية المملكة وثقلها في القرار العربي ودورها الفاعل في أمن المنطقة واستقرارها إلى جانب ريادة المملكة في العالم الإسلامي بوصفها حاضنة لمقدسات المسلمين وراعية التضامن الإسلامي"، وأشار البشر إلى أن كلمات المشاركين في القمة العربية الإسلامية الأميركية تضمنت توجهات المملكة وسياستها في التعامل مع أهم وأخطر الملفات التي تعاني منها المنطقة والعالم وفي طليعتها ملف الإرهاب ومصادر تمويل الجماعات والمنظمات الإرهابية ودور إيران في ذلك، لافتا إلى أن هناك من المحللين الاستراتيجيين من قال إن هذه القمة جاءت تنفيذا لتوجهات الرياض ورؤيتها للقضايا المهمة في المنطقة". من جهته بيّن المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي والعسكري د.أحمد الشهري إلى أن أنظار العالم اتجهت إلى عاصمة الحزم والعزم بالمملكة وهي تحتضن ثلاث قمم مفصلية في تاريخ العلاقات الدولية وستكتب تاريخاً جديداً في إدارة أزمات العالم السياسية والاقتصادية والأمنية خاصة وهي تجمع بين أقطاب السياسة والاقتصاد الفاعلين في العالم بأكمله وهي الولاياتالمتحدة الأميركية ودول الخليج ودول العالم الإسلامي. وقال: "هذه الأقطاب الثلاثة أعادت رسم السياسة البينية والدولية وفق المصالح المشتركة ووفق ما تمليه حاجات هذه الأقطاب نحو عالم جديد ليس فيها انفراد أو تفرّد بالقوة أو القرار السياسي، وإنما عالم يقبل الآخر ويعترف بحق الجميع في حياة زاهرة ومستقبل أفضل، ويأتي الرئيس ترمب الذي أوصله الناخب الأميركي إلى البيت الأبيض لتحقيق وعوده المتمثلة في تنمية الاقتصاد الأميركي وإعادة الولاياتالمتحدة الأميركية إلى مسارها الطبيعي كقوة عظمى تحافظ على الأمن والسلام العالميين، ولتحقيق هذين الهدفين اختار أن يبدأ هذه الانطلاقة من قلب العالم الإسلامي ومركز ثقله الديني والسياسي والاقتصادي والعسكري". فيما شدد المحلل السياسي مبارك آل عاتي على أنّ زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمملكة تاريخية بكل المقاييس وغير مسبوقة في نتائجها ومعطياته وتأثيرها في موازين القوى بالمنطقة، وقال: "الاتفاقيات العسكرية ستجعل القوات السعودية ضمن جيوش العالم الأحدث تطوراً والأكثر جاهزية، وستجعل من المملكة دولة قوية عسكرية ضد القوى والأطماع الإقليمية وضد الإرهاب العابر للحدود والمدعوم من نظام طهران تحديدا وغيرها من الأنظمة المارقة عن الشرعية الدولية". وأضاف إنّ الاتفاقيات العسكرية جاءت في وقت بالغ الأهمية حيث تقود المملكة التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن والتحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب؛ مما سيسهم ويعزز المكانة السياسية الكبيرة التي وصلت إليها المملكة حاليا، منوها إلى أن القمة العربية الإسلامية الأميركية أسست شراكة استراتيجية للتعاون في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بكل صورة ومن يموله ومن يدعمه، وفي مقدمة الإرهاب نظام إيران. مبارك آل عاتي د.محمد البشر