الشارع الرياضي السعودي لم يستوعب بعد أن من يريد حصاد النجاح في سن مبكرة بالنسبة للمنتخبات والأندية في الفئات السنية عليه أن يعمل وفق نهج محدد وصارم بعد التسلح بكامل الأدوات المساعدة على النجاح، لا يمكن أن تأتي بلاعبين لديهم قابلية للبناء والتطوير، والمدرب ليس على مايرام، ولا يمكن أيضا أن تعين مدربا متمكنا، والتأسيس للاعب في الأندية والمنتخبات وهو صغير خطأ في خطأ. من المعيب جداً أن يمر اللاعب بمختلف المراحل ويصل إلى الفريق الأول سواء في ناديه أو المنتخب وهو يفتقد للتأسيس والبناء الصحيح، أيضا من الخطأ أن تسند مهمة تأسيس وإعداد اللاعبين الصغار لمدرب - أو مدربين- لا تاريخ لهم كلاعبين ولا حتى في التدريب، اتحاد الكرة هو الآخر مسؤول عما يحدث من فوضى في المدارس وتنوع المدربين، فضلا عن كثرة تعاقب المدربين من كل بلد على الأندية والمنتخبات السعودية، وكل من أراد التدريب وصل إلى ما يريد بخبرات متواضعة وتجارب غير جيدة وسيرة لا تحكي قدرته على النجاح. الدول المتقدمة الأهم لديها تأسيس اللاعب الناشئ لايمكن أن يدربه جهاز فني متواضع فرضته المجاملة والعاطفة والعلاقة والميول، وحتى نضحك كثيرا، جل من يقال عنهم - مدربين وطنيين- بعيدين عن تدريب الأندية والاستعانة بهم تتم على طريقة "الفزعات" وفجأة نجدهم يدربون الفئات السنية في المنتخبات التي تحتاج إلى بناء صحيح في النوم والأكل والاحتراف والانضباط والوصول إلى الفريق الأول وقد أعدوا الإعداد السليم ويكون دور مدرب الفريق أو المنتخب الأول فقط وضع الخطة وتلقينهم نهجه واسلوبه وعمله في ظل التأسيس الصحيح للاعب، هذا غير موجود في أندية ومنتخبات المملكة، لذلك فهي تتكبد أموالا كبيرة ومعسكرات طويلة والنتائج على أرض الواقع لا تشرف، وحتى المدرب الذي يقودها ربما يحتاج إلى دورات وتدريب من أجل أن يستوعب متطلبات بناء اللاعب ووضع الخطة والتعامل مع المباريات والفرق الكبيرة. وضع الطربوش على الرأس لا يعني أن تحت الرأس فكر وخطط وقدرة على تقديم منتخبات وتخريج لاعبين كبار، وما نشاهده حاليا مع المنتخب السعودي للشباب في نهائيات كأس العالم ماهو إلا إحدى سلبيات العمل وسوء الإعداد للاعب في سن مبكرة.