برهن العمل الجبّار والإستراتيجية الفعالة لإدارة الهلال برئاسة الأمير نواف بن سعد على حجم الاحترافية التي تمتاز بها ونجاح مخططاتها ووضع هدف ورؤية وسياسة واضحة هدفها تسيد جميع البطولات وهو ما تحقق على أرض الواقع بالدعم المادي والمعنوي وإزالة المعوقات كافة أمام مسيرة الفريق البطل في بيئة تموج بالمنافسة الملتهبة محلياً وقارياً، ولكن البطولات لم تكن صعبة المنال أمام فريق مدجج بالنجوم والدليل ما تحقق من منجز تواصل على مستوى جميع الفرق السنية، وآخرها التحليق بأغلى الألقاب كأس خادم الحرمين الشريفين ليكتب إنجازاً جديداً في سجل مرصع بالذهب ورقم قياسي وصل ل56 بطولة. ما حققته إدارة الهلال جاء بالمثابرة والعمل بواقعية والجد، من دون ضجيج وفلاشات، كما كان نهج البعض، لماذا؟.. لأن هدفها الأول إسعاد جماهيره على الأصعدة كافة، فمنذ نهاية الموسم المنصرم وفكر قائدها الأمير نواف بن سعد مشغول بتصحيح مسار الفريق بهدوء وتعويض جماهيره من خلال تعزيز العمل والتناغم بين الجميع من أجل هذا الكيان فحققت مرادها بموسم مثالي أثمر عن السيطرة على البطولات المحلية والتأهل إلى دور ال16 من دوري أبطال آسيا متصدراً مجموعته بدعم وتكاتف شرفي قلما تجده في أي ناد وتمويل الفريق بالعديد من الصفقات الناجحة، فجسد مثال يحتذى به أمام جميع رؤساء الأندية الأخرر. ما يحسب لهذه الإدارة أنها وفي توقيت قصير عالجت مكمن الخلل، فعاد "الزعيم الملكي" براقاً وممارساً لهوايته فريقاً لا يقهر محققاً أقوى النتائج والمستويات بشهادة منافسيه وقدم موسماً رائعاً أبهر فيه الوسط الرياضي مع مدربه الداهية الأرجنتيني رامون دياز، ليقبض من جديد على بطولته المحببة "دوري جميل" بعد غياب خمسة أعوام وتحطيم جميع الأرقام القياسية، ورفض ختام الموسم المحلي من دون وضع بصمة ومعانقة المجد بكأس سلمان، وقبل ذلك توج الفريق الأولمبي بدوري كأس الأمير فيصل بن فهد والدوري الممتاز للشباب. كل هذه الإنجازات بإدارة "وجه السعد" كما يحلو لعشاق الهلال تسميته، فحقق في أقل من موسمين جميع البطولات المحلية بمُسمياتها، بعد تتويجه ببطولة السوبر على حساب النصر بنتيجة 1-صفر في لندن 2015م، وفي العام ذاته حقق كأس ولي العهد بفوزه على الأهلي 2-1، في إستاد الملك فهد الدولي بالرياض، وفي الموسم الرياضي الذي أسدل ستاره الخميس الماضي حصل على "دوري جميل"، وفي هذا النهج الهلالي المتمثل بالابتعاد عن الضجيج دروس مجانية في العمل الدؤوب، والاستقرار تنظيمياً وإدراياً وفنياً فقال "الملكي" كلمته بقوة.