أكد معالي وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير أن زيارة فخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية إلى المملكة العربية السعودية هي بداية لبناء حقبة جديدة في العلاقات الثنائية، وتعزيز لأواصر التعاون بين البلدين والعالم العربي والإسلامي. وأشار معاليه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في العاصمة الرياض اليوم السبت، إلى أن اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية التي وقعها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مع فخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية ستتطور إلى شراكة استراتيجية قوية. وأبان معالي وزير الخارجية أنه سيتم التعامل مع التطرف والإرهاب بالعديد من الطرق الكثيرة التي سيتابع من خلالها سبل مكافحتها، بالإضافة إلى زيادة القدرات الدفاعية والتصميم على التعاون الدفاعي المشترك، واصفاً الزيارة بالتاريخية التي تفتح آواصر التعاون المشترك بين البلدين في مجالات التجارة والاستثمار والتعليم، إلى جانب العمل على المضي في تعزيز المصالح المشتركة والتعاون مع التحديات التي تواجه البلدين. وقال الجبير: "إن هذا أمر غير مسبوق، فلم نوقع من قبل مثل هذه الاتفاقيات بين رئيسي البلدين لتعزيز الشراكة الإستراتيجية، ونود أن نمضي قدما في هذه الشراكة ، حيث وقع البلدان مجموعة من الاتفاقيات سواء تجارية بين الحكومتين، ويشمل ذلك استثمارات تجارية وفي البنية التحتية والتقنية والدفاع والمبيعات الخاصة بالاستثمارات السعودية، وكذلك الاستثمارات الأمريكية في المملكة"، مبيناً أن قيمة العقود الموقعة تجاوزت 380 مليار دولار على مدى عشر سنوات قادمة، وستعمل على توفير الكثير من الفرص بين المملكة والولاياتالمتحدة. وأضاف معاليه أن التحول التقني بين البلدين سيعزز من نماء الاقتصاد وزيادة فرص الاستثمارات الأمريكية في المملكة، كاشفاً عن أبرز المحادثات الموسعة التي أجراها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مع الرئيس ترمب، التي من شأنها مواجهة التحديات، والحديث عن العلاقات الثنائية وسبل تحسينها في شتى المجالات، مشيراً إلى مناقشة خطر الإرهاب والتطرف وتمويل الجماعات الإرهابية، وطرق مواجهتها، والأعمال المختلفة التي يجب العمل عليها لمكافحة خطر الإرهاب والحد من الأنشطة الإيرانية، مؤكداً أن هناك قرارات تم اتخاذها لوقف تمويل إيران للإرهاب والصواريخ العابرة للقارات ووقف انتهاك حقوق الإنسان الخاصة في إيران، إلى جانب وقف تدخلها في بلدان المنطقة. وأبان معالي وزير الخارجية أن خادم الحرمين الشريفين أعرب عن تفاؤل المملكة لوضع منهج جديد، والعزم في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الصراع القائم في سوريا، وكذلك إيجاد سلام دائم بين دولة فلسطين وإسرائيل، بالإضافة إلى مناقشة الوضع في اليمن والاستثمارات الخاصة بذلك، مشيراً إلى انعقاد قمة دول مجلس التعاون الخليجي والقمة العربية الإسلامية، التي تعد من القمم الغير مسبوقة، التي تجمع العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة في شراكات مختلفة ومحادثات موسعة. ورفع معاليه الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين ولرئيس الولاياتالمتحدة على الخطوات التي أخذاها لتغيير سبل الحوار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وتغيير الوضع في الدول الإسلامية والعربية، ومن ثم زيارة الرئيس الأمريكي بعد ذلك لفلسطين والفاتيكان التي سيخاطب خلالها العالم المسيحي واليهودي للجمع بين الديانات الإبراهيمية معاً في بوتقة واحدة، لغرض الوصول إلى إنهاء الصراع الحضاري بين الأديان.