كانوا حوالي خمسة أشخاص برفقة طبيب الإرسالية الأميركية د. بول هاريسون وكان كل واحد منهم يمتطي ظهر بعيره المزين بسروج حمراء زاهية قاصدين البدو في إحدى صحاري الجزيرة العربية في حوالي سنة 1919م لتتبع ومعالجة العديد من الأمراض المنتشرة وكان كل واحد منهم يحمل معه من ضمن ما يحمل أدوات الجراحة وآلات خلع الأسنان، ومستعدين جميعاً لأي طارئ ..أما غذاؤهم الأساسي في رحلتهم هذه فهو الخبز العربي والتمر. وحققت الرحلة بحسب وصف د. هاريسون نجاحاً منقطع النظير ساعدهم في ذلك أريحية وحسن تعامل الناس وتعاونهم، أما الأمراض فقد كانت كثيرة حتى إنه فحص في يوم واحد نحو مئتي مريض، وقاموا بإجراء عمليات جراحية تضميد، وتجبير، واستئصال أورام، وخلع أسنان كانت تجرى تحت ظل شجرة وأمام حشد من الجمهور في الهواء الطلق وأولوا قدراً كبيراً من اهتمامهم لمرض الملاريا ومشاكل الأسنان حتى قاموا بخلع 86 سناً في يوم واحد. وجد د. هاريسون أن التهاب اللثة سبباً في ضعف أسنان بعض مرضاه لدرجة أنه كان يخلع بعض الأضراس بالأصابع، ووجد الناس يختلفون بردة فعلهم عند الخلع، فبعضهم يهرب بمجرد رؤية أدوات خلع الأسنان، ولكن البدوي لديه طبيعة قوية وجرأة نادرة ويتذكر فيما يتذكر بدوياً تحمل صراعاً غريباً مع ضرس هائل في محاولة خلعه استمرت خمس عشرة دقيقة دون أن يهتز له هدب من أهداب جفنيه كما قال. وتحدث عن براعة العرب في الطب الشعبي مثل عمليات الكسور وانحراف الأهداب وغيرها، ويعتبر عمليات الكي من منظور علمي تبعث الإثارة المضادة في الجسم، ومفيدة جداً لبعض الأمراض، وعندما أصيب بمرض ذات الجنب وأعياه علاج نفسه، خضع لطبيب عربي استخدم لعلاجه ميسم من الحديد المتقد كان سبباً في شفائه.