شكّل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أن تكون المملكة أول دولة يزورها بعد توليه رئاسة الولاياتالمتحدة الأميركية حدثاً تاريخياً وسياسياً بالغ الأهمية والدلالات على الثقل والمكانة الكبيرة التي تتبوأها المملكة على مستوى العالم وفي قلب صنع وتشكيل القرار السياسي، إلى جانب التأكيد على الدور المحوري للرياض «عاصمة القمم» في قدرتها على تأسيس شراكات وتحالفات ستكون هي الأضخم والأقوى بين العالمين العربي والإسلامي مع الولاياتالمتحدة لمستقبل المنطقة وأمنها واستقرارها. خطاب الرئيس الأميركي عندما قال: «افتخر بأن انقل لكم هذا الإعلان التاريخي والعظيم وهو ان زيارتي الخارجية الأولى كرئيس للولايات المتحدة ستكون للسعودية «، تعطي إشارة قوية للعالم اجمع على الاحترام والتقدير الكبيرين اللذين تحظى بهما المملكة وقيادتها والثقة المتزايدة من زعماء الدول العظمى وحلفاء الرياض بقدرتها على إحداث الفارق على خريطة الأحداث في المنطقة والعالم وقيادة المنطقة لبر الأمان رغم كل الصعوبات والتحديات التي تشهدها الساحة العربية، كما تبرهن على قدرة الرياض على حلحلة أصعب وأعقد الملفات في الشرق الأوسط متى ما وجدت الحليف الصادق معها. صحيفة الواشنطن تايمز الأميركية اعتبرت بأن اختيار الرئيس ترامب المملكة كأول محطة خارجية له بصفته رئيساً بمثابة «كسر للبروتوكول» المتبع في البيت الأبيض، فغالباً ماكان الرؤساء يبدأون زياراتهم الافتتاحية إلى دول الأميركتين أو أحد حلفاء واشنطن في أوروبا. ورأت الصحيفة الاميركية ان الزيارة انما هي معالجة واضحة لسياسات سلفه باراك أوباما الذي وقع اتفاقا نوويا مع ايران تعارضه الرياض ودول المنطقة كما ستكون الزيارة فرصة لتوضيح موقف الرئيس ترامب من قضايا عدة في المنطقة. وقالت الواشنطن تايمز: «السعودية من دول التحالف الدولي الذي شكّلته الولاياتالمتحدة لقتال داعش، وسبق للطيران السعودي أن نفّذ العشرات من الضربات الجوية على معاقل التنظيم في كل من العراق وسوريا، في وقت كانت قوات النظام الإيرانى من الحرس الثوري تقاتل على مدى العامين الماضيين إلى جانب الحشد الشعبي، التي خاضت العديد من المعارك ضد مدن سيطر عليها تنظيم الدولة في العراق». أنظار العالم اليوم تتجه صوب «عاصمة القمم» وبيت القرار السياسي وأيقونه الحكمة والحنكة، التي تحتضن قمم التحالفات الكبرى، وهي تستقبل الرئيس الأميركي الجديد وقادة وزعماء دول الخليج والدول العربية والإسلامية، حيث يترقب الجميع نتائج هذا الحراك السياسي الضخم الذي تقوده الرياض بما يعود أمناً واستقراراً على المنطقة وشعوبها.