قال مصدران بالمعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن سيارة ملغومة انفجرت في مخيم الركبان للنازحين قرب الحدود مع الأردن امس الأربعاء مما أسفر عن سقوط مصابين. وأضاف المرصد أن الانفجار استهدف مقاتلين من جماعة لمقاتلي المعارضة. ووقع الانفجار بعد يومين من تفجير مزدوج بسيارتين ملغومتين في نفس المكان. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن تفجير يوم الاثنين الذي راح ضحيته ستة أشخاص على الأقل. الى ذلك باشر ممثلو الحكومة والمعارضة السورية أمس اليوم الثاني من المحادثات غير المباشرة في جنيف الرامية الى إيجاد تسوية للنزاع السوري غداة اقتراح "مفاجئ" من الاممالمتحدة من أجل التمهيد لإعداد دستور جديد. وهي الجولة السادسة من المحادثات بإشراف الاممالمتحدة في محاولة جديدة من أجل التوصل الى حل سياسي لنزاع أوقع اكثر 320 الف قتيل. وبدأت هذه الجولة وسط اتهامات اميركية للنظام السوري بإقامة "محرقة جثث" في سجن صيدنايا قرب دمشق من اجل التخلص من آلاف المعتقلين الذين تمت تصفيتهم في السنوات الاخيرة. والتقى مبعوث الاممالمتحدة ستافان دي ميستورا الثلاثاء مرتين وفدي الحكومة بقيادة سفير سورية في الاممالمتحدة بشار الجعفري والمعارضة الممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات بقيادة نصر الحريري ومحمد صبرا. واستمرت المحادثات حتى وقت متأخر من ليل الثلاثاء. وقال أفراد من وفد المعارضة ان اللقاء ركز على قضية آلاف المعتقلين الذين لا يزالون في السجون السورية وإعداد دستور جديد للبلاد. وقدم دي ميستورا وثيقة الى وفد المعارضة تقترح تشكيل فريق من الناشطين في المجتمع المدني والتكنوقراط يتم تكليفهم تمهيد الطريق أمام إعداد دستور جديد، بحسب ما أفاد مصدران من المعارضة لوكالة فرانس برس. وتنص الوثيقة على "آلية تشاورية" تعمل على "رؤى قانونية محددة وكذلك ضمان عدم وجود فراغ دستوري أو قانوني في أي وقت خلال عملية الانتقال السياسي الذي يتم التفاوض عليه". الا أن متحدثا باسم الهيئة العليا للانتخابات منذر ماخوس قال "لدينا تحفظات كثيرة" حول الوثيقة وهي لا تزال قيد الدرس. واضاف "لا تزال قيد النقاش... هذه الورقة كانت مفاجئة. لم تكن مبرمجة اصلا". ومن المتوقع ان تركز المحادثات في جنيف على محاور أربعة: مكافحة الإرهاب، الحكم، الدستور الجديد وتنظيم انتخابات. لكن لم يتحقق أيّ تقدّم في هذه المجالات منذ تحديد هذه المواضيع الاربعة في الجولة السابقة التي عقدت في مارس. ويتمسك وفد الهيئة العليا بمطلب رحيل بشار الأسد عن السلطة في المرحلة الانتقالية، وهو ما ترفضه دمشق وتعتبره غير قابل للنقاش أصلاً. وكانت لقاءات الثلاثاء مقتضبة ومنسجمة مع تعهد دي ميستورا ان تكون "شبيهة باجواء الاعمال وقصيرة". الا ان الآمال بتحقيق اختراق لا تزال ضئيلة خصوصا بعد اتهام واشنطنلدمشق باحراق جثث في سجن صيدنايا شمال العاصمة. وكشفت وزارة الخارجية الاميركية صورا التقتطها الاقمار الاصطناعية رفع طابع السرية عنها ويظهر فيها الثلج وهو يذوب على سطح مبنى وأجهزة تهوئة ضخمة في المجمع العسكري تدعم على ما يبدو تقارير سابقة لمنظمة العفو الدولية بان النظام يستخدم السجن لتصفية المعتقلين. وطالب المتحدث باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، ب"خطوة" من جانب المجتمع الدولي. وقال لفرانس برس "الأميركيون يعلمون ما يحصل في سورية حاليا. يجب أن تكون هناك خطوة من جانب الولاياتالمتحدة، من جانب أصدقائنا، لإنقاذ الأرواح".