استؤنفت أمس المفاوضات السورية في جنيف بلقاء بين المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ووفد «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة، على أن يصل وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري يوم الجمعة. ويلتقي دي ميستورا وفدي الحكومة والمعارضة السورية بعد أسبوعين على انتهاء الجولة الأخيرة من المباحثات من دون تحقيق أي تقدم حقيقي للتوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص منذ العام 2011. وكان دي ميستورا وصف هذه الجولة الجديدة من المفاوضات بأنها «بالغة الأهمية» الإثنين في دمشق، ذلك لأن التركيز خلالها سيكون على «عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم (الانتقالي) والدستور». ويشكل مستقبل الأسد نقطة خلاف جوهرية في مفاوضات جنيف، إذ تطالب «الهيئة العليا للمفاوضات» برحيله مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما يصر الوفد الحكومي على أن مستقبل الأسد يتقرر فقط عبر صناديق الاقتراع. وكان دي ميستورا أعرب الثلاثاء عن قلقه أمام مجلس الأمن الدولي إزاء تصعيد المعارك في سورية، ما يهدد استئناف المحادثات، وفق ديبلوماسيين. وأشار إلى «تصعيد في أعمال العنف»، خصوصاً في حماة ودمشق وحلب (شمال) لكنه لا يزال «محصوراً». وتواجه الهدنة في سورية خطر الانهيار عشية استئناف مفاوضات السلام في جنيف، في ظل استعدادات يقوم بها النظام والمعارضة لمعركة حاسمة في محافظة حلب في شمال البلاد. وأعربت واشنطن وباريس وطهران أيضاً عن القلق إزاء تصعيد العنف واحتمال انتهاك وقف إطلاق النار الذي تم بتوافق أميركي روسي، وهو سار إجمالا مع خروقات منذ نحو شهر ونصف. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» الثلاثاء: «هناك تجدد ملحوظ للعمليات العسكرية، وبخاصة في محافظة حلب بالمقارنة مع شهر آذار (مارس)». وكانت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سامنتا باورز أشارت إلى تراجع في التزام النظام السوري بوقف إطلاق النار وبالسماح بوصول المساعدات، ما يهدد عملية السلام. وقالت باورز أمام صحافيين في أعقاب الجلسة التي قدم فيها دي ميستورا إيجازاً لممثلي الدول الأعضاء، إن على روسيا ممارسة ضغوط على حليفتها سورية «لتعود إلى التزامها بتطبيق البرنامج». وتابعت باورز «في الوقت الحالي هناك إشارات بوجود تراجع، والظروف العامة أكثر دقة». وأعرب دي ميستورا أمام أعضاء المجلس ال15 في اتصال من طهران عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة عن قلقه إزاء تصعيد في المعارك في محافظة حلب (شمال) وأجزاء من محافظة حماة ودمشق. من جهته، أعلن السفير الروسي فيتالي تشوركين أن دي ميستورا أكد أن «جبهة النصرة» «شنت هجوما في منطقة حلب» ضد قوات النظام السوري. وأعربت باورز عن «القلق الشديد» إزاء خطط النظام لشن هجوم في حلب بدعم من روسيا. وتابعت باورز: «سيكون كارثة على سكان حلب طبعاً، وأيضاً على هذه العملية الدقيقة، حيث توقف الأعمال العدائية ووصول المساعدات الإنسانية والمفاوضات السياسية كلها متداخلة».