إيسكو دمر حلم اتليتكو بصناعة معجزة أمام ريال مدريد كرس ريال مدريد حامل اللقب عقدته القارية لمواطنه وجاره أتلتيكو مدريد في الأعوام الأخيرة، عندما تأهل على حسابه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، على الرغم من خسارته أمس الأربعاء خارج ملعبه 1-2 في إياب نصف النهائي، مستفيداً من فوزه الكبير ذهابا 3-صفر. وبلغ ريال النهائي ال15 ليضرب موعدا مع يوفنتوس الايطالي المتأهل الثلاثاء على حساب موناكو الفرنسي، وذلك في الثالث يونيو المقبل في كارديف (ويلز). وسجل أتلتيكو هدفين في أول ربع ساعة عن طريق ساوول نيغويز (12) والفرنسي انطوان غريزمان (16 من ركلة جزاء)، لكن ريال قتل آمال خصمه بتسجيله هدف تقليص الفارق عن طريق لاعب وسطه ايسكو (42). وكان النادي "الملكي" تغلب الأسبوع الماضي على ضيفه ب"هاتريك" 3-صفر لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو جعله على مشارف بلوغ النهائي، سعيا لاحراز لقبه ال12 وتعزيز رقمه القياسي في المسابقة الأوروبية المرموقة. وبعد ثمان انتصارات وثلاث تعادلات، مني ريال الذي خاض نصف النهائي ال28 في البطولة بدءا من موسمها الأول في 1956، باول خسارة هذا الموسم. وتواجه الفريقان أربع مرات في المسابقة، بينها ثلاث مرات في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وكانت الكلمة الفصل دوما للنادي الملكي الذي توج بلقبين على حساب جاره. ولعب ريال مدريد مع اتلتيكو في نهائي 2014 في لشبونة وفاز عليه 4-1 بعد التمديد، في مباراة تقدم فيها اتلتيكو 1-صفر حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع قبل أن يدرك سيرخيو راموس التعادل ويجر المنافس إلى شوطين إضافيين سجل فيهما فريقه ثلاثة أهداف. وأوقعت القرعة الفريقين في الموسم التالي في ربع النهائي فتعادلا سلبا ذهابا وفاز ريال 1-صفر ايابا، قبل ان يخرج من دور الاربعة على يد يوفنتوس الايطالي الذي خسر النهائي أمام الغريم التقليدي برشلونة. وكانت المواجهة القارية الأخيرة بين الجارين اللدودين العام الماضي في النهائي بمدينة ميلانو الايطالية، وحسمه ريال بركلات الترجيح 5-3 بعد تعادلهما 1-1. وتواجه الفريقان في نصف نهائي المسابقة بصيغتها القديمة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) خلال موسم 1958-1959 حين فاز ريال ذهابا 2-1، ورد اتلتيكو ايابا 1-صفر، فاحتكم الطرفان الى مباراة فاصلة (لم يكن معتمدا حينها فارق الأهداف المسجلة خارج القواعد). وفاز النادي الملكي وقتها 2-1 بواسطة الاسطورتين ألفريدو دي ستيفانو والمجري فيرينك بوشكاش. وفي المباراة الأوروبية الأخيرة على ملعب "فيسنتي كالديرون" الذي احتضن أتلتيكو منذ 1966 قبل هدمه والانتقال الى ملعب "لا بينيتا"، وأمام 51 ألف متفرج، ترك المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني مهاجمه الفرنسي كيفن غاميرو احتياطيا، وقرر الدفع بالمخضرم فرناندو توريس اساسيا الى جانب الفرنسي انطوان غريزمان، كما لعب الظهير الأوروغوياني العائد من اصابة خوسيه ماريا خيمينيز اساسيا. من جهته، دفع الفرنسي زين الدين زيدان، الباحث عن لقبه الثاني على التوالي مع ريال والثالث بعد تتويجه لاعبا في 2002، بالظهير البرازيلي دانيلو بدلا من داني كارباخال المصاب. وكاد ريال يفتتح التسجيل من رأسية للاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو اثر تمريرة من لاعب الوسط الالماني طوني كروس أبعدها الحارس السلوفيني يان أوبلاك ببراعة (7). وبكر أتلتيكو في افتتاح التسجيل برأسية خاطفة وذكية على القائم القريب من ساوول نيغويز ارتدت من يد الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس الى الشباك بعد ضربة ركنية (12). وبعد عرقلة من المدافع الفرنسي رافايل فاران على توريس احتسب الحكم ركلة جزاء ترجمها غريزمان الاعسر بمساعدة من الحظ، اذ صد نافاس كرته قبل أن تخترق شباكه (16). وهذه اول مرة في دوري الابطال يتلقى ريال هدفين في أول 16 دقيقة. وعلى غرار أعمال الشغب خارج الملعب والتي ادت الى اصابة 20 مشجعا وخمسة شرطيين قبل المباراة، شهدت المواجهة مناوشات حامية بين اللاعبين بعد الهدفين، فرفع الحكم البطاقة الصفراء ثلاث مرات في ثلث ساعة. وتعززت آمال أتلتيكو بتكرار ما حققه في الدوري قبل سنتين عندما فاز على ضيفه ريال 4-صفر، وبالتالي أن يصبح أول فريق ينجح بقلب تأخره بفارق هدفين أو أكثر في نصف نهائي البطولة القارية. لكن ريال مدريد بخر أحلامه بعد مجهود فردي على خط الملعب للمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة الذي تخلص من ثلاث مدافعين، فمرر خلفية الى كروس الذي سددها قوية صدها اوبلاك رائعة، تابعها ايسكو من مسافة قريبة مسجلا هدف تقليص الفارق (42). وهذا اول هدف يتلقاه أتلتيكو على ملعبه في ست مناسبات خاض فيها نصف النهائي. ودخل المضيف الشوط الثاني وهو بحاجة بتسجيل ثلاثة أهداف لضمان بلوغه النهائي، فدفع سيميوني بالمهاجم الفرنسي كيفن غاميرو بدلا من توريس والغاني توماس بارتي بدلا من خيمينيز املا بايجاد صدمة ايجابية ثانية (56). وتعملق نافاس بصدة مزدوجة أمام البلجيكي يانيك فيريرا كاراسكو من منتصف المنطقة ومتابعة رأسية من غاميرو (66). وبعد هدف ملغى لرونالدو بداعي التسلل، انقذ نافاس المتألق مرمى ريال مجددا من تسديدة لغريزمان من زاوية ضيقة (70)، ثم أطاح بنزيمة برأسية قريبة فوق العارضة (74). وأهدر غاميرو فرصة سانحة امام المرمى بعد عرضية من اليسار للارجنتيني البديل انخل كوريا (77)، لتنتهي المباراة على وقع الامطار الغزيرة بفوز لم يكن كافيا لاتلتيكو من أجل بلوغ النهائي الرابع في تاريخه بعد 1974 و2014 و2016. ويطمح ريال الى تحقيق ثنائية نادرة (الدوري المحلي ودوري الابطال) للمرة الاولى منذ الخمسينيات وتحديدا عامي 1957 و1958 بقيادة الراحل دي ستيفانو، وأن يصبح اول فريق يحتفظ بلقب المسابقة القارية منذ ميلان الايطالي عام 1990. ويتقاسم ريال مدريد صدارة "الليغا" مع غريمه التقليدي برشلونة حامل اللقب برصيد 84 نقطة قبل مرحلتين من نهاية الموسم مع مباراة مؤجلة للنادي الملكي امام سلتا فيغو، املا احراز لقبه الاول منذ 2012. من جهته، لم يخسر أتلتيكو، ثالث الدوري المحلي، على أرضه في نصف نهائي البطولة القارية، اذ فاز خمس مرات وتعادل مرة واحدة. داني الفيش أحد النجوم الذين قادوا «اليوفي» إلى النهائي