انطلقت أمس فعاليات منتدى الإعلام العربي في دورته السادسة عشرة في دبي تحت شعار "حوار الحضارات"، برعاية صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذيّ لإمارة دبي، وبحضور أصحاب السمو الشيوخ والمعالي والسعادة وعدد من المفكرين والمثقفين الصحفيين والإعلاميين المدعوين من داخل وخارج الإمارات. وقالت رئيسة نادي دبي للصحافة منى المري: "اليوم يجمعنا هدف واحد وهو إيجاد تصورات واضحة للأدوار المنتظرة من الإعلام خلال المرحلة المقبلة"، مضيفة أن الإمارات اختارت أن تكون رسالتها إلى العالم رسالة سلام وتعاون على أساس التفاهم والتعايش. وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى أن المرحلة التي يمر بها العالم العربي بالغة الصعوبة وتحتاج لتضافر الجهود وعدم السماح بتدخل دول أجنبية بقضايا المنطقة خاصة إيران، مشدداً على أن الجامعة قادرة على خدمة الأمة إذا أتاحت لها الأمة فرصة العمل، لذلك علينا أن نتصالح ونتصارح. وشدد على ضرورة إقامة آلية عسكرية عربية موحدة لمواجهة تلك التحديات، محذراً من ضياع الهوية العربية لأنها إذا ضاعت سنبقى في حروب ل100 عام مقبلة. بدوره، عد الإعلامي تركي الدخيل مدير عام قناة العربية، أن وسائل التواصل الاجتماعي استخدمت في الغالب بشكل أصولي لنشر التطرف والطائفية. واستطرد أن الإعلام أكثر وسيلة يمكن أن تدعم خطاب وثقافة الحوار، لذلك فإن الاستثمار في الكوادر الإعلامية تدريباً وتثقيفاً من أهم الوسائل لتحقيق الغايات التي ننشدها في بحثنا عن الحوار. فيما أكد الكاتب الإماراتي والأكاديمي د. سلطان النعيمي، على مسؤولية الكلمة واللغة في الحوار الحضاري. وتابع: لابد أن نكون أكثر وعياً وإدراكاً في استخدام اللغة، وألا نكرر مفردات يستخدمها الآخرون، خاصة ذات الدلالات الهدامة للحوار الحضاري. ولفت د. النعيمي إلى أهمية المفردات التي تؤكد على التسامح والتعايش السلمي وبالتالي الوصول إلى الطريق الصحيح للحوار الحضاري، وهو نهج دولة الإمارات وبقية دول مجلس التعاون الخليجي. وتتطرق النقاشات على مدار يومي المنتدى إلى التصورات الخاصة بالدور المتوقَّع من الإعلام خلال المرحلة المقبلة خصوصاً في تصويب الصورة المشوهَّة التي ارتبطت بالإنسان العربي المسلم في أذهان الكثيرين حول العالم، في ظل الإشكاليات المصاحبة للصراعات التي تهيمن على مناطق مختلفة من العالم العربي، وتفاقم التهديدات المحيطة وفي مقدمتها خطر الإرهاب الذي أضحى يشكل تهديداً صريحا لكل دول العالم، وما يستدعيه الوضع الراهن من ضرورة تطوير الخطاب الإعلامي الواعي القادر على المساهمة في محاصرة تلك الظاهرة بإقامة حوار يرسِّخ أسس التعايش ويثقِّف شباب المنطقة ويعرِّف العالم بقيم ديننا الحنيف الداعية إلى التسامح وإقرار السلام بين الناس.