عودة الجبال انتشلت الفتح من المركز الأخير العمل الكبير الذي يقدمه المدرب التونسي فتحي الجبال، مع فريقه الفتح في الوقت الحاضر لا يشبهه عملا آخر، إلا قيادته للفتح نحو بطولة دوري زين وكأس "السوبر" 2012، مع اختلاف الظروف والطموحات، وذلك بعد أن أوشك الفتح على الخروج الصعب من النفق المظلم في "دوري جميل"، بعد أن نجح الجبال مع الفريق في تسجيل ثلاثة انتصارات متتالية، لتنتشله من خطر الهبوط بصورة مريحة ومنعشة، للمرة الأولى هذا الموسم، بعد أن ظل يتذيل الترتيب منذ الجولة الأولى. وقدم الفتح هذا الموسم مستويات فنية متراجعة، ونتائج محبطة لجماهيره، وبات أبرز المرشحين للهبوط لدوري الأولى، حتى اهتدت إدارته لاستعادة المدرب التونسي السابق للفريق فتحي الجبال في توقيت صعب، بعد مضي ثلث الدوري تقريباً؛ وهو المدرب الذي تحققت في عهده أبرز الإنجازات التاريخية للفريق، بداية من الصعود من دوري الأولى للمحترفين في نسخة 2009 - 2010، مرورا بتحقيق لقب "دوري جميل" وكأس السوبر 2012 - 2013، قبل أن تبدأ رحلة التراجع في المواسم التالية، وصولاً لصراع البقاء في الدوري هذا الموسم. وعلى الرغم من تأزم موقف الفتح في الدوري منذ انطلاقته هذا الموسم، إلا أن تحدياً آخر كان ينتظر الفريق في بطولة دوري أبطال آسيا، بوصفه الممثل الرابع للأندية السعودية في هذه البطولة القارية، إذ أشفق الجميع على تواجد الفريق في هذه البطولة القوية، وهو يعيش ظروفاً صعبة في الدوري المحلي تهدده بالهبوط، إلا أن تواجد المدرب الخبير فتحي الجبال على قمة الهرم الفني للفريق، كان بلسماً شافياً لجراحه، وهو الخبير بكل تفاصيله، فساهمت قيادته الفنية وثقة الإدارة من خلفه في رسم طريق الفتح محلياً وآسيوياً، لتتحول مشاركة الفريق في البطولة الآسيوية إلى تحد خاص، خاضه الفتح بكفاءة وتوازن، بين الظهور بثوب مشرف في هذه البطولة، والاحتفاظ بأوراقه في صراع البقاء في "دوري جميل"، الذي يقف فيه الآن عاشراً برصيد 25 نقطة، وبحظوظ قوية في البقاء، وثالثاً في مجموعته الآسيوية بست نقاط، منحته أيضاً الحفاظ على طموحاته المشروعة في العبور إلى الدور الثاني. ما يفعله التونسي الجبال مع الفتح، أضحى عنواناً عريضاً لتحدي الذات، والتغلب على كل الظروف، والانصهار في بوتقة العمل بروح الفريق الواحد، إدارة ومدرباً ولاعبين، جسدت واقعياً تسمية الفتح بالنموذجي، وضربت مثالاً واضحاً للإصرار والعزيمة، وعدم اليأس والاستسلام لأي ظروف أو تعثرات، وهو ما ظهر جلياً على أداء لاعبي الفتح في المواجهات الأخيرة، على الرغم من انخفاض روحهم المعنوية، ومستوياتهم الفنية قبل حضور المدرب المتمرس فتحي الجبال لتدريب الفريق، الذي قال عند عودته من جديد لتدريب الفتح: "الفريق أوضاعه اختلفت عن ثمانية مواسم سابقة، ولكنني ابن النادي وأعرف خبايا المجموعة الحالية، بتواجد عناصر خبرة يستطيعون انتشال الفريق من الوضع الراهن، كل ما أريده كمدير فني تسجيل الأهداف، لأن مردودنا التهديفي ضعيف". ويضيف: "الفتح يعمل بروح رجل واحد، ويملك عقلية البطل ولن يتخاذل رجاله في تقديم الأفضل للفريق، لقد زرعت في اللاعبين الحماس والرغبة في الانتصارات، حتى يقدموا كل شيء من أجل الشعار، كلي ثقة في اللاعبين حتى ننتزع ما نريد".