فرض المنطق نفسه وخدمت كرة القدم من يخدمها وكانت وفية مع الفريق الأفضل في "دوري جميل" بعدما حسم الهلال أمر اللقب واستعاده بعد خمسة مواسم من الابتعاد عن البطولة التي كان الفريق منافساً شرساً عليها ولم يرفع الراية البيضاء في أي من هذه المواسم، قبل أن تضع فرقة الأرجنتيني الشهير رامون دياز بصمتها وتنهي الصيام عن اللقب الذي عزز به "الزعيم" تفرده وتفوقه عن بقية الأندية للوصول إلى الرقم 14 في السجل الشرفي للمسابقة الأهم. واجه الهلال منذ بداية الموسم ظروفاً صعبة تمثلت بتعامل المدرب الأورغوياني غوستافو ماتوساس الغريب مع عناصر فريقه التي تعد الأفضل بين الفرق السعودية قبل أن تتخذ الإدارة بقيادة الخبير الأمير نواف بن سعد قرارها الشجاع بإبعاده والحفاظ على المجموعة المميزة وتعزز مجهوداتها للحفاظ على الاستقرار داخل المنظومة، فضلاً عن الضغوطات التي مورست من قبل الإعلام الموتور الذي لطالما علق إخفاقات منافسي "الملكي" على شماعة التحكيم والتي حاول عضو اتحاد الكرة السابق عبداللطيف بخاري تعزيزها من خلالها تصريح "الشم" الشهير الذي كشف عن عينة من العقليات التي كانت تدير اتحاد الكرة السابقة وتساهم في اتخاذ قراراته والذي كان مثار سخرية العقلاء في الوسط الرياضي، ولم يتوقف عند ذلك بل أنه ساق الاتهامات أن هناك ترتيبات قادت النصر والأهلي خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ها هو الهلال يحقق لقب الدوري بفارق كبير عن أقرب منافسيه وبحضور الحكم الأجنبي في 13 مناسبة بعدما حاول الإعلام المتعصب وبكل سذاجة ربط إنجازاته بالحكم المحلي، بعدما طالب هؤلاء بتواجد الطواقم الأجنبية في مباريات "الزعيم" على الرغم من كونه أكثر الفرق السعودية تحقيقاً للفوز بالصافرة غير السعودية. هزم الهلال منافسيه في الملعب وقدم واحداً من أفضل مواسمه في مسابقة الدوري بلغة الأرقام نقطياً وتهديفياً ومن حيث الحضور الكاسح للحكم الأجنبي ليهزم "لأزرق" كل من شكك بتفرده وزعامته للكرة السعودية وكذلك عضو اتحاد الكرة السابق الذي كان خشمه دليله للتشكيك بأحقية هذا الفريق بلقبه الذي حققه باستحقاق لا ينكره إلا من أعماه التعصب. صحيح أن الفريق البطل غاب عن تقديم مستوياته في بعض المباريات لكنه كان يحقق الفوز واحداً تلو الآخر في وقت كان منافسوه يتساقطون تباعاً ومن تلقاء أنفسهم أمام فرق الوسط والمؤخرة لينفرد "الملكي" بزعامة الفرق رغماً عن كل أولئك المتأزمين وأولئك الذين وجدوا أنفسهم في موقع المسؤولية فجأة وبلا مقدمات ليكشفوا عن عقلياتهم الضحلة التي رحلت عن مركز صنع القرار في الكرة السعودية بلا رجعة.