لم تكن إقالة المدرب الهلالي ماتوساس مستغربة بقدر غرابة التعاقد معه أصلاً لتدريب فريق كبيركالهلال.. فالمتابع الهلالي يعلم علم اليقين أن فريقه بحاجة لمدرب كبير يقوده مجدداً نحو الألقاب الكبيرة والمهمة بقدر أهمية وجود نجوم كبار في صفوف الزعيم لا يقلون أبداً عن اللاعبين المتوفرين للفرق التي حققت الألقاب الأخيرة للدوري ومرت بالبطولات عبر الهلال خلال السنوات الخمس الماضية.. ** القرار بحد ذاته جاء كخطوة إيجابية للإدارة الهلالية التي لم تحاول (دمدمة) موضوع المدرب والعمل على استمراره رغم سوئه وتواضع قدراته لكنها بادرت فوراً بإقالته في وقت مبكر وفي بداية الموسم بغض النظر عما يقال من تصرفات صدرت منه.. ولأن ماتوساس أصبح من الماضي الآن فإن الأهم هو هوية المدرب البديل واحتياج الهلال الفني للمرحلة المقبلة.. ** شخصياً أرى الفريق الهلالي ضعيفا جداً جداً من الناحية التكتيكية والخططية.. رغم كفاءة لاعبيه المهارية والفنية.. لكنه وجراء العديد من المدربين الذين تعاقبوا على تدريبه ممن يصنفون أنصاف المدربين تأثر فنياً وأصبح غير مؤهل لتحقيق البطولات القوية أو الفوز بالمباريات الكبيرة والحاسمة. فبعد كوزمين ومن بعده جيرتس لم يشرف على الهلال مدربون جيدون فنيا وتكتيكيا سوى اثنين هما زلاتكو وريجي كامب.. إلا ان قصر الفترة التي أشرفا خلالها على الزعيم لم تجعل كفاءتهما الفنية تستمر مع الفريق لفترة أطول.. ولذلك فإن أهم الصفات التي يجب توفرها في المدرب القادم القدرة الفنية والتكتيكية داخل الملعب.. فالهلال بحاجة لمدرب عملي ميدانيا يعيد للفريق ترابطه وجماعيته ويفرض الانضباط التكتيكي ويقدم فريقا قويا جماعيا بدلا من فريق يضم مجموعة من النجوم الذين لا يمكن اطلاقه صفة فريق عليهم.. نعم الهلال لديه لاعبون جيدون قد يصل عددهم إلى 11 لاعبا دوليا مع إضافة 4 لاعبين أجانب، لكنه ليس لديه فريق بالمعنى الفني للكلمة، فالهلال غير قادر على حماية مرماه جيدا ولا يعرف لاعبوه كيف يستعيدون الكرة (جماعياً) ولا كيفية بناء هجمات وتسجيل أهداف نتيجة عمل جماعي (Teamgoals) وهذا أضعف تكتيكي فاضح، حرم الهلال من كثير من الألقاب بالخسارة في المباريات الحاسمة أو الخروج في مباريات معينة.. وإذا ما أدرك الهلاليون أهمية هذا الجانب وضرورة توفره في المدرب القادم وسعوا لإحضار مدرب قدير كاسم جيد والا فإنه لن يكون هناك أي معنى أو فائدة لإلغاء عقد المدرب الحالي وإحضار مدرب آخر قد يختلف عنه اسما ولكنه شبيه به مضمونا ومن نفس العينة التي دأب الهلاليون على احضارهم مؤخراً.. ولعل المدربين الجيدين متوفرون حاليا، وهناك عدد جيد منهم متاح لكن المشكلة في الاختيار ووضع مواصفات معينة للمدرب المقبل قد يكون عدم قدرة الإعلام على كشف اسمه أحد أهم أسباب التعاقد معه كما حدث مع طيب الذكر ماتوساس.. مقابل تجاهل أسماء تتوفر فيها مثل هذه الصفات الفنية المطلوبة وعلى رأسهم السويسري جروس مدرب الأهلي السابق إضافة لعدد من الأسماء الايطالية المتاحة حاليا في الدوري الايطالي المعروف بقوته التكتيكية والمدرسة الايطالية الشهيرة بقدرة مدربيها الفنية مهما كانت أسماؤهم.. وبقدر نجاح الهلال في إحضار مدرب متميز فنيا بقدر ما يمكن الحكم على الموسم الهلالي الجديد وقدرة الفريق على تحقيق طموحات محبيه. لمسات ديربي جدة جاء ضعيفاً جدا من الناحية الفنية ولم يقدم الفريقان خلاله كرة قدم تستحق المتابعة والمشاهدة ليؤكد بالفعل ان الكرة السعودية حاليا في مرحلة تراجع مخيف. * * * تواجد أسماء تدريبية متواضعة في الفرق السعودية سبب رئيسي لتراجع المستوى العام للكرة السعودية وتأثير ذلك على المنتخب.. لدرجة ان دولا كالإمارات على سبيل المثال أقل منا عدة وعتادا نجدها أفضل على صعيد الأندية والمنتخبات بفضل تواجد نخبة من المدربين الجيدين الذين يعملون في الأندية هناك خلال السنوات الماضية. * * * الأوضاع الداخلية السيئة التي طفت على السطح الهلالي داخل الفريق الأول لكرة القدم تؤكد أهمية وجود كفاءة تدريبية عالية على رأس الجهاز الفني لتعويض الفراغ الإداري الحاصل في ظل وجود الكابتن فهد المفرح وحيداً.. فاليد الواحدة لا تصفق! * * * مغادرة سعود كريري الفريق الهلالي من جانبه وبطلب منه يعكس فعلاً الأوضاع الهلالية التي تؤكد عدم وجود استراتيجية أو تخطيط فني للفريق فاللاعب الكبير سناً وبعد مستوى سيئ جداً الموسم الماضي يتم التجديد له ويبقى مع إحضار محورين دوليين ولاعب أجنبي ولاعب شاب في نفس المركز.. وقس على ذلك الكثير من الأمور التي يبدو أنها تسير بدون تدخل من أي نوع سوى العمل الروتيني! * * * لو اعترف الهلاليون بأنهم أخطأوا بالتعاقد مع الأورجوياني ماتوساس.. لما احتاجوا إلى تقديم مسلسلات (اقيلوني؟!).