حذر الشيخ د. عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون الحرمين من الانجراف وراء الدعوات المغرضة والرايات المضللة من التطرف المحموم ومن الفكر المسموم والغلو المذموم وفتنة العنف والتكفير والتدمير وآفة الإرهاب والتفجير، لافتا إلى أن نهضة الأمم ومكانتها وأمجادها تكمن في تمسكها بأصولها ومبادئها وثوابتها. وشدد على أن الأمن الفكري هو صمام الأمان وطوق النجاة الذي يجب العناية به بتحصين المسلمين لاسيما من الشباب والفتيات من كل قرصنة فكرية أو سمسرة ثقافية أو لوثات إرهابية أو تسللات عولمية تهز مبادئه أو تخدش قيمه أو تمس ثوابته. جاء ذلك في كلمة له ضمن ندوة: "دور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري" والتي دشنها مدير الجامعة الإسلامية د. حاتم المرزوقي بحضور عدد من العلماء والأكاديميين والمتخصصين في المجال الفكري والأمني. من جهته أوضح د. المرزوقي على أن قضية الأمن الفكري قضية عالمية وتعنى بها كافة دول العالم، مبينا أن المملكة تعد من أبرز هذه الدول التي أولت هذا الجانب أهمية كبيرة وسخرت الإمكانيات وبذلت الكثير في سبيل تعزيز الأمن الفكري ومعالجة المفاهيم الخاطئة والشبهات المنتشرة ومحاربة الانحرافات الفكرية. وأشار د. سليمان الرومي المشرف على كرسي دراسات المسجد النبوي الشريف بالجامعة خلال كلمته في الافتتاح بأن الندوة تأتي ضمن برامج الخطة الإستراتيجية للكرسي والتي تتكون من ثلاثة محاور رئيسية، حيث جاء المحور الأول بعنوان (الجانب التاريخي لدور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري والتأصيل الشرعي لمفهومه) والمحور الثاني بعنوان (دور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري في العصر الحاضر) والمحور الثالث بعنوان (استثمار الجانب الإعلامي والتقني لتعزيز الأمن الفكري من خلال المسجد النبوي) . من جهة أخرى التقى الشيخ د. السديس عددا من رجال قوة أمن المسجد النبوي مشيدا بدورهم البارز في خدمة المعتمرين والزوار لتحقيق أفضل النتائج التي تمكن الزوار من أداء عبادتهم بخشوع وطمأنينة، مؤكدا على أهمية الجانب الأمني وضرورة التخطيط المسبق والتعاون المستمر بين الجهات العاملة والتي تأتي ترجمةً للتوجيهات الكريمة من ولاة الأمر -حفظهم الله- في هذا الشأن واطمأن على تكامل جميع الخدمات ووجه بمضاعفة الجهود وتحري الصدق والإخلاص والأخذ بالاعتبار قدسية وشرف المكان.