إعلان سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤخراً وهو رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الذي يتجه ليكون أكبر الصناديق السيادية في العالم عن إطلاق أكبر مشروع ومدينة ترفيهية وثقافية ورياضية في المملكة غرب مدينة الرياض في منطقة (القدية) بمساحة 334 كيلو متراً مربعاً، ليشمل مدينة 6 فلاغس الترفيهية كما ورد في نص الإعلان. جاء ذلك بعد حوالي أقل من عام من حصول هذه الشركة العالمية في ميدان الترفيه على رخصة الدخول كمستثمر أجنبي بملكية أجنبية كاملة في السوق السعودي، وتعد هذه الشركة أكبر شركة ترفيه في العالم تشغل 18 مدينة ترفيهية في العالم وتوظف 42 ألف موظف وتبلغ إيراداتها اكثر من 1،3 مليار دولار والعائد على استثمارها 33٪، وتساهم في رفع الناتج المحلي بنسب عالية. في رأيي جاء هذا الإعلان ليواكب تطلعات أهداف ورؤية 2030 وبرامج التحول الوطني، فبخلاف الحاجة الاجتماعية للوطن وتقليل إهدار ما يقارب 76 مليار ريال على السياحة الخارجية يتوقع أن يزيد الناتج المحلي بمبلغ 32 مليار ريال وتوفير آلاف فرص العمل للسعوديين وإيجاد بيئة حياة يحتاجها الفرد في تطورات الحياة الاجتماعية. في الحقيقة تأخرنا كثيراً في إطلاق مثل هذه المشاريع المعززة للاقتصاد والحياة الاجتماعية، كان ما يسمى بخصوصية المجتمع عائقاً على الرغم من وجود سياحة خارجية تستنزف الاقتصاد، وسياحة وترفيه داخلي متواضع وتقليدي، نحن هنا لا نقصد أن ننسف تقاليدنا ونفتح الباب على مصراعيه لكن هناك حدود وهناك توازن لا أن ننغلق على أنفسنا ويخسر الاقتصاد والمجتمع فرصاً تذهب للدول المجاورة. هذه المشاريع توفر وظائف لأبنائنا وتدر إيرادات على الاقتصاد وتمنح الأسر السعودية غير القادرة على السفر للخارج الترفيه والترويح عن النفس داخلياً بأقل تكاليف، خاصة بعد الوضع الاقتصادي الحالي وصعوبة الأوضاع، وهو خيار مفتوح للجميع، والأهم من ذلك أن الوطن يحتاج مشاريع توفر فرص العمل في ظل ارتفاع مؤشر البطالة المعلن ووصوله إلى 12،3٪.