بداية نود أن نلقي نظرة سريعة على مضخة الإنسولين. مضخة الأنسولين هي جهاز لتوصيل الأنسولين كما يعرف البعض، فهو جهاز ميكانيكي صغير يتم ارتداؤه خارج الجسم، ويتم وصفه لك من قبل الطبيب المعالج الخاص بك، كما أن فريق رعاية داء السكري الخاص بك سيقوم بتحديد جرعتك الأولى، إذن أنت فقط بحاجة لتعلم كيفية برمجة المضخة، ومن ثم ستكون المسؤول عن إعطاء مقدار الأنسولين الذي تضخه لك المضخة، حيث إنك ستقوم ببرمجتها لتقديم كلٍ من الأنسولين القاعدي، وأنسولين الجرعات المنفردة (من أجل الوجبات وجرعات التصحيح). ويقوم جهاز الكمبيوتر الموجود في المضخة بتنظيم تدفق الأنسولين داخل جسمك، كما تساعدك مضخة الأنسولين على الاستغناء عن استعمال الحقن اليومية، وتستخدم فقط الأنسولين سريع المفعول على مستوى كل من المعدلات القاعدية والجرعات المنفردة. ويمكننا تقسيم مضخات الإنسولين إلى المضخات الدائمة وهي المتواجدة لدينا في المملكة العربية السعودية والمضخات اللاصقة والتي ننتظر وصولها وتسويقها. فمضخات الأنسولين الدائمة هي تقريبًا بحجم البيجر، ويمكن الحصول عليها في عدة أنواع وأشكال، تتصل معظم المضخات بالجسم عبر أنبوب، حيث يصل هذا الأنبوب بين خزان مملوء بالأنسولين في المضخة، وبين جهاز الضخ (مجموعة الحقن) المثبتة بأمان على جسمك، أما إبرة الحقن فهي قطعة بلاستيكية ناعمة وصغيرة تبلغ 6-9 مم يتم إدخالها تحت الجلد باستخدام إبرة معدنية والتي يتم إزالتها لاحقًا. إن جهاز الكمبيوتر الموجود في المضخة يتحكم في محرك يقوم بتوزيع الأنسولين بكميات صغيرة جدًا، ثم يتدفق الأنسولين من الخزان إلى داخل الأنبوب ثم عبر الإبرة إلى الأنسجة تحت الجلد، كما توجد هناك شاشة عرض على المضخة وأزرار لبرمجة وصول الأنسولين. أما بالنسبة لمخضات الإنسولين اللاصقة، فيتم توصيل المضخات اللاصقة بشكلٍ مباشر بالجسم، فهي لا تضم جهازًا للأنسولين أو أنبوباً، فخزان الأنسولين موجود داخل المضخة حيث تقوم بملئه قبل وضع الجهاز على جسمك، كما أن هناك إبرة تقوم بتثبيت قسطرة صغيرة في موضعها تحت الجلد، ثم يتم إعادة إخراج هذه الإبرة مرة أخرى، حيث لا تظل موجودة في الجسم، هذه الأنواع من المضخات يوجد بها جهاز تحكم منفصل والذي بدوره يتصل بالمحرك في الجهاز من أجل التحكم في إطلاق الأنسولين، ولكن لا توجد به شاشة للعرض، حيث إن كل التفاعلات تتم عن طريق جهاز التحكم، والذي ينقل الأوامر لاسلكيًا إلى المضخة اللاصقة. ويمكن أن تستخدم مضخات الأنسولين للتحكم بداء السكري بفاعلية، حيث إن المضخات يُمكن أن تساعدك في الوصول إلى المعدل المطلوب بالنسبة لسكر الدم، وكذلك معدل الأنسولين مقابل الكربوهيدرات، كما أن المضخات تمنحك المرونة، فالعديد من الأشخاص يشعرون كما لو أن جودة حياتهم تم تحسينها من خلال العلاج بمضخة الأنسولين، كما أنهم يشعرون بالتحكم في معدلات السكر بصور أكبر. والجدير بالذكر أنه ليس هناك سن صحيح أو سن مناسب للبدء في العلاج بمضخة الأنسولين، لذا فإنه ينبغي أن تراعى خطط العلاج احتياجات المريض إضافةً إلى احتياجات الأسرة، لتحديد المرشح المناسب للعلاج باستخدام مضخة الأنسولين، ومتى سيبدأ في العلاج باستخدام المضخة. من الضروري أن يدعم الكبار في المنزل والمدرسة نجاح الطفل في إدارة داء السكري، وبالأخص عند العلاج باستخدام المضخة.