تعد مضخة الأنسولين تقنية متقدمة لكنها محدودة الانتشار وذلك بسبب عدم معرفة المرضى بأهمية الحفاظ على مستوى السكر أو قد يكون بسبب تكلفتها المادية أو بسبب اعتقاد البعض بصعوبة استخدامها ويعود تاريخ أول مضخة للانسولين إلى عام 1963 حيث كان حجمها كبيرا جدا، وتحمل فوق الظهر، وفي الثمانينيات، ظلت على حجمها الكبير، لكن تم تطوير طريقة نقل الانسولين إلى الجسم إذ شهدت المضخة في بداية التسعينيات تطورا مذهلا إلى أن وصلت إلى حجمها الحالي كما هو مبين بالصورة المرفقة أي بحجم جهاز المناداة الصغير. وقد تم تطوير المضخة أول مرة في تاريخ علاج السكري إلى مستوى تستطيع فيه نقل الانسولين إلى الجسم، وفي الوقت نفسه قراءة معدلات السكر في الدم مما يسهل الأمر كثيرا على المرضى، حيث لا يحتاجون إلى فحص مستويات السكر في الدم بين حين وآخر، وطرحت هذه النوعية من مضخات الانسولين بالبحرين. إن غدة البنكرياس التي تفرز الانسولين بشكل مستمر طوال اليوم هي مضخة انسولين ويزيد إفراز الانسولين من هذه المضخة الطبيعية مع كل وجبة وأيضاً عند الفجر بسبب زيادة إفراز الكبد للسكر في هذا الوقت وللتعويض عن الخلل لابد من إعطاء مريض السكري حقن الانسولين عدة مرات في اليوم ومرة في الفجر أو عند النوم مما يشكل صعوبة بالغة نفسيا وجسديا على المريض خاصة الأطفال. من هنا بدأت فكرة مضخة الانسولين التي تعد أقرب وسيلة للبنكرياس الطبيعي. وهي الأنسب في حالة المريض الذي يعاني تذبذب مستوى السكر في الدم حيث إنها تعطي أفضل تحكم في المستوى طوال اليوم وكذلك بعد الوجبات مباشرة. وهي أداة مبرمجة حجمها صغير وتحتوي على الانسولين الذي يصل إلى الجسم من خلال أنبوب بلاستيكي يمتد من المضخة لينتهي بإبرة أو قسطرة توضع تحت جلد البطن أو الأرداف، وتُلصق أو تثبت الإبرة أو الأنبوب بشريط لاصق مدة ثلاثة أيام. تمد المضخة جسم مريض السكري بشكل مستمر وبكميات صغيرة بالانسولين السريع المفعول (أو ما يعرف محليا لدى مرضى السكري بالانسولين الصافي) وليس البطيء أو المتوسط المفعول إلى الأنبوب البلاستيكي الدقيق ثم الإبرة الموضوعة تحت الجلد بصورة مستمرة على مدار 24 ساعة، وتتم عملية النقل على نمطين: 1- الجرعة الأساسية، وتنقل على مدار 24 ساعة وهي مسؤولة عن ضبط السكر عند المستويات الطبيعية بين الوجبات التي تبرمج لفترة الليل. 2- الجرعة الإضافية، وتنقل قبل الوجبات مباشرة لضبط مستويات السكر بعد الأكل مقترنة بالوجبات الرئيسية والخفيفة ولكن ينبغي التوضيح أن الجرعة الإضافية تتغير بحسب نوعية الوجبة، ويتم ذلك عن طريق تثقيف المريض بكمية الجرعة المطلوبة وربطها بكمية الكربوهيدرات الموجودة بالوجبة، وتقوم المضخات الجديدة بحساب هذه الكمية تلقائيا بحسب الوجبة وكمية السكر بالدم، ويضغط مريض السكري على المفتاح الموجود بالمضخة لضخ جرعة الانسولين في الجسم بكميات ضئيلة ويمكن برمجتها لعدة جرع، التي من الممكن أن تصل إلى واحد من العشرة من الوحدة للجرعة الواحدة. ويخضع المريض من قبل الطبيب المختص لفحوص دقيقة، قبل البدء بالمضخة، منها دراسة لتحديد إذا كان المريض مؤهلا لاستخدام المضخة أم لا، وهنا ينبغي لمستخدمي المضخة مراعاة عدة عناصر، منها أن يكون المريض على دراية تامة بأنه يستوجب عليه عمل فحص لمعدلات السكر في الدم عدة مرات في اليوم، وكذلك يجب توافر الحقن الاحتياطية دائما في المنزل في حال تعطل المضخة، مع مراعاة ارتفاع كلفة المضخة مقارنة بحقن الانسولين العادية.ويقدر عدد مستخدمي مضخة الانسولين عالميا بنحو 450 ألفا، منها 150 ألفا في الولاياتالمتحدة، ومائة ألف في المملكة المتحدة، مقابل ما يقارب 3000 مستخدم في دول الخليج العربي، منهم 30 فقط في مملكة البحرين. فوائد المضخة * بموجب نتائج دراسة طويلة الأمد، فإن استخدام مضخة متنقلة لإعطاء جرع الانسولين لمرضى السكري من الأطفال والمراهقين أو المرضى المعتمدين على الانسولين في علاج السكري، إذا ما تم تدريبهم عليها جيدا، يُمثل في الواقع وسيلة علاجية متينة وفاعلة للتحكم في نسبة سكر الدم لديهم. إذ ان الباحثين المختصين في مرض السكري بولاية نيويورك كانوا قد بدأوا دراسة استمرت مدة تقارب تسعة أعوام، بدءا من عام 1998، وشملت دراستهم متابعة استخدام 161 طفلاً من مرضى السكري، المحتاجين إلى جرع متكررة يوميا من الانسولين، لمضخة الانسولين. وكان متوسط أعمار الأطفال حوالي 14 سنة، و70% منهم من الفتيات. وقال الدكتور لوري لافيل، الباحث الرئيس في الدراسة من بوسطن: إن 80% من الأطفال نجحوا في استمرار استخدام جهاز المضخة لتلقي جرعهم اليومية من الانسولين. ولاحظ الباحثون أنه بعد سنة من البدء باستخدام الأطفال هؤلاء لمضخة الانسولين أصبحت كمية الانسولين التي يحتاجون إليها يوميا أقل من ذي قبل، وتحقق ضبط أكثر نجاحاً في إبقاء نسبة سكر الدم ضمن الغايات العلاجية له، وقلت حالات الانخفاض الشديد في نسبة سكر الدم وبالتالي قل معدل السمنة التي تسببها جرع الانسولين الكبيرة. في حين لاحظ الباحثون أن من توقفوا منهم، لأسباب شتى، عن استخدام المضخة، فإن نسبة السكر في الدم لديهم ساء انضباطها. وذكر الباحثون أن معدل التوقف عن استخدام المضخة كان أقل من 5% سنويا. والمهم، على حد قول الدكتور لافيل ان الأطفال الذين توقفوا عن استخدام المضخة كانوا أقل في إجراء قياس نسبة السكر في الدم. * والنتائج المشجعة هذه لاستخدام مضخة الانسولين تُضاف الى نتائج دراسات سابقة في تأكيد جدوى هذه الطريقة في تحقيق ضبط محكم وأدق لنسبة سكر الدم، وهو ما يعني بشكل تلقائي تقليل مضاعفات مرض السكري الناجمة عن اضطراب ضبط نسبة سكر الدم، كالتي على شرايين القلب والكلى وتلف الأعصاب وأمراض العين. * يمكن للمضخة، مقارنة بالطريقة التقليدية، نقل كميات بسيطة وقليلة جدا من الانسولين، التي لا يمكن أن تعطى بالحقن العادية، وهو ما يعد أمرا بالغ الأهمية في علاج بعض الرضع وصغار السن الذين يحتاجون إلى كميات قليلة جدا من الانسولين. * مريض السكري الذي يحتاج من إبرتين إلى 3 إبر انسولين في اليوم، مع استعماله مضخة الانسولين سيأخذ إبرة واحدة كل 3 أيام بدلا من 12 إبرة كل 3 أيام. * تعطي الإحساس بالتحكم والحرية لخيارات الحياة حيث يتحكم المريض في جرع الانسولين حسب نوعية الأكل والرياضة والحالات المرضية الأخرى (كالحمى والبرد.. الخ) في أوقات مختلفة غير مقترنة بأوقات وجرع ثابتة كما في الطريقة. * تستخدم أثناء الحمل للمصابات بسكري الحمل أو المرأة الحامل المصابة بالسكري في حالة عدم ضبط السكر مع الحقن التقليدية. ينبغي التنويه بأن بعض المرضى فد تكون المضخة غير ملائمة لهم من حيث الشكل أو المظهر أو قد يكون على العكس، أو ربما قد يعاني البعض الآخر الحساسية لوجود أداة ملازمة للجلد فترة طويلة أو الإحساس بالضيق لوجود جسم غريب وقد لا يلتفت البعض إلى كل هذه الأمور، المهم أن يختار مريض السكري ما يلائمه ويشعره بالراحة والثقة لأن ذلك يساعد على تحقيق الفائدة من علاج الانسولين، وقد يحدث خلل ميكانيكي في المضخة مما يؤدي إلى توقف ضخ الانسولين لمريض السكري، مما يؤدي إلى ارتفاع في معدلات سكر الدم لذا يجب التحليل المتكرر وعادة ما تستبدل الشركة المصنعة المضخة، ولكن بصفة عامة يستمر معظم المرضى في استخدامها. وقد شهدت صناعة مضخة الانسولين قفزة كبيرة في السنوات الأخيرة بحيث تتم زراعتها جراحيا تحت الجلد واستخدامها بجهاز تحكم، وهذه النوعية من المضخات تقوم تلقائيا بقراءة معدلات السكر ثم إرسال إشارات لضبط جرعة الانسولين، في الوقت الذي مازالت فيه هذه العملية تتم عن طريق المريض نفسه في المضخات الحالية.. استشارية طب عائلة أخبارالخليج البحرينية