في كل قضية انتقال لاعب سعودي تخرج عملية الانتقال عن المألوف عالمياً واحترافياً، حتى بات الاحتراف السعودي مشوهاً بتصرفات خارجة عن القوانين والأنظمة، في كثير من القضايا منذ أن تم إقرار الاحتراف في الكرة السعودية والذي تجاوز تاريخه العقدين من الزمن، إذ إن هذه التجاوزات كانت من أندية ولاعبين مختلفين لتؤكد أن المشكلة تعد أكبر من موقف أو شخص عابر يخالف الأنظمة. يقول القانوني بندر العريفي: "في كل المجالات يعد النظام هو الرادع الأول لعدم تجاوز القوانين والأنظمة، ويكون ذلك بسن العقوبات وتنفيذها بشكل دقيق وواضح على أرض الواقع بعيداً عن الاستثناءات أو العلاقات الشخصية، ومتى ما حضر العدل مصحوباً بوجود لوائح وأنظمة واضحة لا تقبل الاجتهاد أو محاولة إيجاد التفسيرات التي تصب لمصلحة طرف دون الأخر، فلن يكون هناك مجال للتأويل والاستثناءات". آخر عمليتي انتقال في الكرة السعودية كانت بتعاقد الأهلي مع الحارس محمد العويس، تلاها انتقال لاعب وسط النصر عوض خميس للهلال ومن ثم توقيعه مرة أخرى لناديه النصر، لتنتهي كلا الحالتين بشكاوى وقضايا تم رفعها للاتحاد السعودي لكرة القدم عبر إدارة الاحتراف وغرفة فض المنازعات، مما جعل المظهر الخارجي للاحتراف في الدوري السعودي غير متزن إما لضعف اللوائح والأنظمة، أو أن ذلك يعود إلى جهل وعدم احترافية من إدارات الأندية واللاعبين. ويضيف العريفي حول هذه الجزئية: "للأمانة الوسط الرياضي يعج بالجهلاء بالنظام والذين يعتقدون أن المخالفات بسيطة وربما يتم تجاوزها بالعلاقات والصداقات، هذا الجهل يتنوع ما بين مسؤولي الأندية أو اللاعبين مما جعله متواجداً في الوسط الرياضي بكثرة، لكن هذا الجهل يتواجد في كل المعاملات سواءً التجارية أو الشخصية أو غير ذلك إلا أن الأنظمة والمراجع قللت نسبة المخالفات بشكل كبير، نظراً لكونها واضحة ولا تقبل القسمة على اثنين مما جعل تأثيرها كبيراً على عدم المخالفة واتباع الأنظمة". وأضاف: "مشكلة الاحتراف في السعودية أن لوائحه مطاطية وغير واضحة للمختصين في القانون فكيف للمتابع البسيط، وما شهده الوسط الرياضي في الفترة الماضية من ارتفاع في عدد القضايا مع اختلاف القانونيين إلا دليل على عدم وضوح اللوائح، وإمكانية أن يكون الاجتهاد والتفسيرات المتضادة أمراً يراه الجميع وهو إشارة سلبية". عوض خميس وقع للهلال وعاد للنصر