برز في صفوف نادي الهلال خلال حقبة ثمانينيات القرن الهجري الماضي عدد من النجوم الذين قدموا عطاءات لافتة في الملاعب السعودية وحققوا أكثر من بطولة وتميزوا بأخلاقياتهم العالية. كان من بين تلك الأسماء الظهير الأيمن سعيد بن يحيى أحد نجوم الهلال في عصره الذهبي الأول عندما فاز بكأس الملك للمرة الثانية أمام عميد الأندية السعودية الاتحاد عام 1384ه وكانت البطولة الهلالية الأولى في مسابقة كأس الملك بموسم 1381ه على حساب فريق الوحدة. العصر الذهبي الأول للهلال بروز سعيد بن يحيى كان مع كبار نجوم الهلال: الحارس عبدالله سوا، وصالح أمان، وسالم إسماعيل، وسلطان مناحي، وحميد جمعان "رحمهم الله جميعًا" بجانب نبيل الرواف وعبدالله الرزقان "كندا" وسليمان مطر "الكبش" و زين العابدين عقاب إضافة إلى الكابتن الأسطورة مبارك عبدالكريم. إصابة بالغة كما ساهم بن يحيى مع هؤلاء النجوم في تحقيق أول لقب هلالي في مسابقة كأس سمو ولي العهد في نفس الموسم ولقّب على إثرها الهلال ببطل الكأسين 1384ه وتعرض سعيد بعدها بأشهر لإصابة بالغة دفعته للاعتزال المبكر وترك الملاعب قسرًا بعد التتويج بالكأسين. العليان يتألق أمام الاسماعيلي النجم الآخر الذي برز في صفوف الهلال كان المهاجم حسين العليان ابن شقيقة أول مدير للكرة في تاريخ نادي الهلال مساعد بن مسعود الملقب ب"ولد العود" -رحمه الله- الذي سجل العليان في كشوفات ناديه وشجعه في بداية مشواره وذلك بعد إحراز الهلال للكأسين ولعب العليان في مركز الجناح الأيمن والأيسر فأجاد وبرز في موسم 1387ه واختير لتمثيل منتخب الوسطى في أكثر من مناسبة كان آخرها أمام بطل أندية أفريقيا فريق الإسماعيلي المصري عام 1393ه وكان أحد نجوم تلك المباراة واستمر حسين في الملاعب حتى موسم 95-1396ه إذ قرر اعتزال الكرة مبكرًا والسفر لاكمال دراسته الجامعية في ولاية نيويورك الأميركية وعاد بشهادة بكالوريس في إدارة الأعمال. المدمرة تجمع نجوم الهلال والنصر لقد ارتبط حسين العليان وسعيد بن يحيى في مشوارهما الرياضي بعلاقة وطيدة تجاوز عمرها الزمني أكثر من نصف قرن وتعمقت أكثر عندما كانا يلعبان في النصف الأول من الثمانينيات الهجرية لفريق الشرفي الهلالي الأمير مقرن بن سعود -رحمه الله- داخل أسوار الناصرية وكان يسمى "فريق المدمرة " وضمت صفوفه عددا من نجوم الهلال أمثال مبارك عبدالكريم وحميد جمعان ومبروك الدبلي بجانب نجوم النصر عيد الصغير، ويعقوب مرسال. مفارقة تاريخية لكن المفارقة التاريخية في حياة هذين النجمين الهلاليين دخولهما المستشفى وملازمة السرير الأبيض في فترة واحدة خلال الشهر الماضي إذ عانى حسين العليان من بعض المشاكل الصحية وأجريت له أكثر من عملية جراحية في مستشفى الملك فيصل التخصصي. في المقابل تعرض سعيد بن يحيى لوعكة صحية نقل على إثرها إلى مستشفى الحرس الوطني وبقي فيه يتلقى العلاج لعدة أيام ثم تماثل الاثنان للشفاء وخرجا موخرًا بصحة وعافية ولله الحمد. حسين العليان محاطًا بأقاربه بعد إجرائه عمليته الجراحية سعيد بن يحيى على السرير الأبيض لعارض صحي سعيد بن يحيى وحسين العليان معًا قبل أكثر من نصف قرن عيد الصغير 1393ه. يعقوب مرسال 1388ه.