كشفت غرفة الشرقية اليوم الثلاثاء، عن أحدث مبادراتها برنامج "تسهيل"، وهو برنامج مبتكر تقوم من خلاله غرفة الشرقية كمنصة بالتنسيق مع الشركات الإستراتيجية الكبرى، مثل: أرامكو، سابك، معادن، السعودية للكهرباء، التحلية، مرافق بالجبيل وينبع، سبكيم، صدارة، من جهة وبين رجال الأعمال والمستثمرين المحليين من جهة أخرى، بهدف تسهيل إجراءات التعاقد وعرض فرص الشراء والتوريد ضمن جهودها في دعم تمكين المنتج الوطني والموردين الوطنيين من خلال عرض منتجات هذه الشركات الكبرى وتسويق ما لديها من فرص استثمارية مُتاحة على المُصنعين والموردين المحليين. وخلال مؤتمر صحفي حضره ممثلون لوسائل الإعلام المختلفة قال عبدالرحمن العطيشان رئيس غرفة الشرقية، أنه لا مانع من استفادة الشركات الخارجية من برنامج "تسهيل" كونه مستمر ل أربع سنوات، مؤكداً أن الغرفة لا تتدخل فيما يخصّ العقود بين المستثمرين أو توفير الضمانات، بل تجمع الشركات تحت سقف واحد لعرض منتجاتها دون التدخّل في الأمور الماليّة، مؤكدًا أن البرنامج ليس له علاقة بمخاطبة البنوك لتمويل الشركات ذات الدخل المحدود للتنافس أو التعاقد مع الشركات الكبرى ذات المشاريع الضخمة. وأضاف أن برنامج "تسهيل" الذي يُعد الأحدث ضمن برامج الغرفة لتنشيط الحركة الاستثمارية في المنطقة، كونه يُتيح الفرصة للشركات الكبرى بعرض منتجاتها وما لديها من فرص استثمارية بين أوساط رجال أعمال المنطقة، لافتًا إلى أن البرنامج "بمثابة حلقة وصل بين الكيانات الاقتصادية الكبرى والصُناع والتجار المحليين"، مما يُثري النشاط الاستثمارية في المنطقة بمزيد من فرص الإنتاج والتشغيل للقوى الوطنية، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن البرنامج يأتي منسجماً مع جهود الغرفة في مواكبة التوجهات الاقتصادية الجديدة ورؤية المملكة 2030، نحو إحداث تغيرات جوهرية في بنية الاقتصاد الوطني من خلال زيادة الاستثمارات الوطنية غير النفطية وتوطين الصناعات المساندة وتعزيز التنافسية وانتقال المملكة من المركز ال 25 في مؤشر التنافسية العالمي إلى أحد المراكز العشر الأولى بحلول عام 2030م. وأعتبر العطيشان، أن تقديم الغرفة لهذه المبادرة الهادفة إلى عرض الفرص المتاحة سواء كانت للمشتريات أو التصنيع أو غيرها من الفرص لدى الشركات الكبرى، يُشكل دعمًا قويًا للعملية الاستثمارية ليس في المنطقة الشرقية فحسب بل في المملكة عموماً، مشيرًا إلى أن "تسهيل" يأتي مكملاً لمساهمات الغرفة المتنوعة في خدمة قطاع الأعمال في المنطقة الشرقية، التي تصب بدورها في مصلحة الوطن الاقتصادية. وفيما يتعلق بآلية تنفيذ برنامج "تسهيل"، قال رئيس الغرفة، إن البرنامج سوف يُقام بشكل دوري على شكل حدث أو مناسبة تستمر لمدة يوم عمل كامل، وذلك في مقر الغرفة الرئيسي، بحيث يتم تخصيص فعاليات كل مناسبة لإحدى الشركات الكبرى لتقديم عروض مرئية وعقد حلقات نقاش حول أبرز ما لديها من منتجات وأحدث التقنيات المُطبقة لديها، وسنبدأ بشركة أرامكو في 24 من أبريل الجاري، كما سيتم عبّر البرنامج تعريف رجال الأعمال المشاركين من مُلاك الشركات والمؤسسات والمصانع المحلية بالفرص المتاحة أمامهم للاستثمار في هذه المنتجات وكيفية الاستفادة منها تجاريًا وصناعيًا، فضلاً عن استكشاف احتياجات هذه الشركات من الموردين المحليين للسنوات القادمة. من جانبه قال عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية، إبراهيم آل الشيخ أن البرنامج بجانب ما يهدف إليه من تحقيق التواصل المباشر بين طرفي الاستثمار الوطني، الشركات الكبرى من جانب، والمستثمر الوطني من جانب آخر، فإنه يُحقق كذلك العديد من المنافع غير المباشرة، كتطوير الصناعات المحلية وتوطينها، وخلق فرص عمل جديدة لاستيعاب النمو في القوى العاملة، بما يُساهم في تخفيض معدل البطالة الذي تستهدف المملكة تخفيضه من 11.6% إلى 7% بحلول عام 2030م. وعن أثر البرنامج على المستوى الاقتصادي الكلي، قال آل الشيخ، إن البرنامج يُنشط الحركة الصناعية والتجارية، ومن ثم يعزز معدل النمو الاقتصادي للمملكة، كما أنه يصب في تحسن أداء ميزان المدفوعات نتيجة زيادة الصادرات وانخفاض الاعتماد على الواردات والحد من تدفقات رؤوس الأموال للخارج، وهو ما يتسق مع ما تستهدفه رؤية المملكة من رفع نسبة الصادرات غير النفطية من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي من 16% إلى 50% على الأقل بحلول عام 2030م، وسنبدأ بالشركات الكبرى حتى الوصول للشركات العائلية. ومن جهته، أوضح عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية، نايف القحطاني، أن البرنامج يدعم زيادة نسبة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي، بما يتسق مع ما تستهدفه رؤية المملكة بارتفاع نصيب المنشآت الصغيرة والمتوسطة من إجمالي الناتج المحلي من 20% إلى 35% بحلول عام 2030م، لافتًا إلى أن البرنامج من شأنه إقامة علاقات استراتيجية بين المنشآت والشركات الكبرى في المملكة والتعرف على فرص التعاون بينهما، فضلاً عن تعزيز القدرات الانتاجية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة. من جانبه ذكر الأمين العام للغرفة الوابل، إن البرنامج يتم على مرحلتين، الأولى يتم خلالها توفير عروض تقديمية لأبرز منتجات الشركات الاستراتيجية المشاركة والفرص المتاحة لديها للتعاقد والتوريد، فيما المرحلة الثانية تتم من خلال جلسات مباشرة تجمع المستثمرين وأصحاب المنشآت الصغيرة المتوسطة مع المسؤولين المختصين في المجالات المطروحة للاستثمار في الشركات بغرض تقديم الاستشارات وتسهيل الإجراءات.