طالب عدد من المختصين بضرورة إدراج الامراض النفسية في وثائق التأمين الصحية التي تصدرها شركات التأمين الخاصة، كما طالبوا مجلس الضمان الصحي بضرورة ادخال خدمات الطب النفسي والعصبي ضمن الخدمات الصحية التي تغطى بالكامل في وثائق التأمين الصحي، وألا تكون التغطية التأمينية في الحالات النفسية مقتصرة على الحالات النفسية الحادة، وقالوا إن المطالبة بالتغطية لا تنص عليها الوثيقة ولا تلزم شركات التأمين قانونياً، والزامها بدون تعديل سيؤثر على شركات التأمين سلباً من الناحية المادية. وقال المختص في قطاع التأمين صالح العمير، إن اللوائح التنفيذية لنظام التأمين الصحي الالزامي حددت التغطية التأمينية للوثيقة في الحالات النفسية الحادة، وهي الأمراض النفسية التي تحتاج تدخلاً سريعاً، وعادة تحتاج إلى دخول المستشفى لعلاج هذه الحالات، وهي حالات معروفة في أدلة الترميز الطبي ولها استثناءات. وأكد العمير، أن مجلس الضمان الصحي يحتاج لتعديل نصوص الوثيقة الموحدة في قسم المصاريف القابلة للاستعاضة، وكذلك منافع جدول الوثيقة، لان المطالبة بالتغطية لا تنص عليها الوثيقة ولا تلزم شركات التأمين قانونياً، والزامها بدون تعديل سيؤثر على شركات التأمين سلباً من الناحية المادية، وعلاقاتها مع معيدي التأمين، وكذلك لا يتفق مع معطيات التسعير للقسط التأميني للوثيقة، بحيث يكون التعديل يسمح بالزيارات للأطباء النفسيين والاخصائيين النفسيين في العيادات الخارجية وما يتبعها من تشخيص وأدوية واختبارات نفسية سيكومترية إضافة إلى حالات التنويم المغطاة حالياً. من جهته قال المختص في التأمين ماهر الجعيري، إن بوليصة التأمين يجب أن تكون شاملة ولا تترك لرغبة الشركات المؤمنة لان تكاليف العلاج والأدوية في الحالات النفسية مكلفة على المريض، مشيرا إلى أن التغطية المالية للأمراض تتم في المستشفى بحسب البوليصة التي يحملها المريض، لذلك لا نستطيع أن نقرر ماهية الأمراض الواجب تغطيتها لان شركات التأمين هي المسؤولة. وقال الجعيري، أن 20% من شركات التأمين بالمملكة تغطي علاج الامراض النفسية لنوعية خاصة من المرضى (vip) مما يعطي انطباعا أن هذه الشركات تصنف خطأ بأن علاج المرض النفسي بأنه ميزة إضافية لوثيقة التأمين وليس بند اساسي في الوثيقة وهذا قصور في الفهم والتطبيق، مبيناً أن نسبة كبيرة تصل إلى 70% من شركات التأمين تغطي الحالات الاسعافية وعدد محدود من زيارات العيادة النفسية، وذلك بعد جهد طويل من المطالبات المتعبة، و10% من شركات التأمين تغطي بعض زيارات الطبيب والادوية ولا تغطي الجلسات العلاجية النفسية. من جهته قال الاستاذ المشارك بالطب النفسي الدكتور محمد مترك القحطاني، إن مبلغ التغطية التأمينية للمريض النفسي في الوثيقة والمقدر بخمسة عشرة الف ريال، لا يكفي الحالات النفسية المزمنة التي تتطلب علاجات وجلسات نفسية اكثر، لافتاً في الوقت نفسه أن هناك مبالغة في أسعار الجلسات النفسية والعلاجية في العيادات بالمملكة والتي تتراوح مابين 300 إلى 500 ريال للجلسة الواحدة. وأكد القحطاني أن الاصابة بالمخاوف بانواعها والرهاب الاجتماعي تتصدر قائمة الأمراض النفسية المنتشرة محلياً، تليها امراض نفسية اخرى مثل الاكتتاب والوسواس والقلق والمشاكل الاسرية.يشار إلى أن مجلس الضمان الصحي حذر في وقت سابق، شركات التأمين المخالفة لقرار إدارج مرضى الحالات النفسية ضمن وثيقة التأمين الطبي، بإيقاف خدماتها ومنعها من إصدار الوثائق ومزاولة النشاط بشكل نهائي حال استمرارها في تجاهل القرار، وأن المجلس يراقب أعمال شركات التأمين للتأكد من تنفيذها القرار، مشيرا إلى أنه سيتم فرض العقوبات في حالتين هما، تسجيل المراقبة ملاحظات برفض الشركة تنفيذ التعليمات الصادرة، أو تقدم أحد العملاء بشكوى إلى المجلس. د. محمد القحطاني صالح العمير