بين إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. عبدالرحمن السديس، أن الاقتداء والمحاكاة غريزة فطرية في الإنسان لأنه اجتماعي بطبعه، فهو يؤثر ويتأثر بمن حوله. وقال في خطبة الجمعة أمس من المسجد الحرام بمكةالمكرمة، إن للقدوة أنواعاً عديدة، فمنها القدوة الحسنة، كالاقتداء بالصحابة رضوان الله عليهم، والتابعين والسلف الصالح وأئمة المسلمين وعلمائهم الربانين، ومنها القدوة السيئة، كمن يسلمون عقولهم لكل زائف مارق يحاكون الأفعال دون فهم أو إدراك. وأشار الشيخ السديس أن أهم أنواع القدوة وأجلها وأعظمها القدوة المطلقة وتعني الاقتداء بالشخص في كل أفعاله وأقواله وتصرفاته، ولا تصح لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد تمت به القدوة وتألقت في أبهى وأسمى صورها في شخصه صلى الله عليه وسلم، فجعل التأسي به من علامات الإخلاص لله سبحانه وتعالى والإيمان باليوم الآخر. وبين أن أخطر ما تعانيه المجتمعات محاولة إسقاط الرموز والنيل من القدوات وهز الثقة بالأسوات، وأن لمواقع التواصل الاجتماعي في ذلك أثراً خطيراً على الناشئة والشباب والأجيال في بث الشائعات ضد رموز الأمة وقدواتها، مؤكداً أن ديننا دين الوسطية والاعتدال، لا إفراط فيه ولا تفريط، داعياً للتأسي بسيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام ظاهراً وباطناً والاقتداء بالصحابة رضي الله عنهم أجمعين، والبعد عن البدع والمحدثات، ومخالفة أهل الأهواء والضلالات. من جانبه، حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالله البعيجان، من خطورة البدع على الأمة الإسلامية، وتسببها في شتات وحدتها، وظهور الفتن والبلاء والمحن. وقال في خطبة الجمعة أمس من المسجد النبوي بالمدينةالمنورة: الحق أحق أن يتبع، والباطل باطل لا يتبدل ولا يتغير، وقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء، فالذي يريد النجاة والأجر والثواب فليقتصر على ما شرعه الله سبحانه وتعالى، وليحذر البدع، فإنها فتن وابتلاء، ومحن ولواء، ومعاص وأوزار، وآثام وآصار، تصد عن السنة وتشتت وحدة الأمة، وتفسد الدين والعقل والفطرة. وأضاف: ما ابتدع قوم بدعة إلا تركوا من السنة مثلها، روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظ أصحابه موعظة بليغة، وجلت منها القلوب وذرفت منها الدموع، فقالوا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة". وشدد الشيخ البعيجان على أهمية التمسك بالهدي النبوي، والحذر من البدع والضلالات، فالمبتدع معاند للشرع ومشاق له، لأن الشارع عين لمطالب العبد طرقاً على وجوه خاصة، وقصر الخلق عليها بالأمر والنهي والوعد والوعيد، وأخبر أن الخير فيها، وأن الشر في تعديها. ازدحام ساحات المسجد النبوي بالمصلين