عند استعراضنا لتاريخ الفنون وتطورها في العالم نجد المؤرخين وقد صبوا جل اهتمامهم على فنون الدول الأوروبية، ولم يتطرق هذا التاريخ بتوسع الى أصالة الفنون وتطورها في عدد من الدول الأخرى، ونحن نسلط الضوء على بعض من هذه الفنون لفهم حضارتها وتطورها عبر العصور. الفن الهندي منذ ما يقرب من ألفي سنة قبل الميلاد تمت هجرات متتالية من الشمال الغربي الى الهند وهذه الموجات البشرية نشرت العديد من العقائد الدينية واللغات فأصبح المجتمع الهندي مقسما الى طبقات كثيرة تكاد تكون معزولة بعضها عن بعض هذا بالإضافة الى العديد من الغزوات والاحتلال للمنطقة على مر العصور منها الاحتلال المغولي والبريطاني الذي كان لهما الأثر في تغير مفاهيم الفنون وتعدد الاتجاهات الفنية فعلى سبيل المثال لا الحصر: نجد أن في النصف الأول من القرن العاشر الإمبراطور "همايون" وقد أحضر خيرة رسامين بلاد فارس الى سلطنة "دلهي" ورأس كلا من الفنانين "مير سيد علي" و"عبد الصمد" محترف شهير للفنون التشكيلية. وفي عهد الحاكم "أكبر 1556-1605" نما عدد الرسامين ووفقا للمؤرخ "أبي فضل" ازدهرت الفنون في عهده حيث حرص أكبر على مكافأة المبدعين وتقدير أساليبهم الفنية الفريدة وأسست مدارس فنية منها "مدرسة كانجرا" ومدرسة الفنان "بهاري" في شمال الهند ولوحات راجبوت التي عكست حضارة السلطان أكبر كما نذكر تأثر الفن الهندي بالفنون الإسلامية المتميزة في ذلك العهد. مع وفاة أكبر، تولى ابنه جهانجير (1605-1627) العرش. وقال انه يفضل كل عمل رسام على قطعة واحدة بدلا من التعاون. عززت هذه الفترة ظهور أساليب فردية متميزة، لا سيما "بيشان داس"، "مانوهار داس" و"أبو الحسن "، على النقيض ممن اتبعه من حكام في الفترة ما بين "1628-1658" حيث كان الاهتمام منصبا على المنشآت المعمارية وهي الفترة التي شيد خلالها "تاج محل" كما شهد عصر "أور نجيز شاه جيهان" تراجع المغول في رعاية الفنون. كان الاستعمار البريطاني (1841-1947) له تأثير كبير على الفن الهندي فأصبح حجر الأساس لبناء نهضة فنية حديثة وانصهرت التقاليد الهندية مع النمط الأوروبي وشيدت عدة مدارس فنية في المدن الكبرى، وتغلب الأسلوب الرومانسي والحركة الرشيقة والنغمات اللونية على أغلب اللوحات الهندية. بعد رحيل الاستعمار البريطاني "1947" الى وقتنا الحالي أضحى الفن الهندي من الفنون البارزة في عالم الإبداع العالمي وظهر العديد من النقاد أبرزهم الناقد والمفكر الهندي "ريفا كومار ولد عام 1956" الذي نادى بفهم الحداثة البديلة للفنون البصرية بوصفها أداة حاسمة لما بعد الاستعمار. وإذا أضفنا أن أغلب مدن الهند عامرة بالمتاحف إذا تبلغ عددها ما يزيد على 50 متحفا منهم خمسة متاحف للفن الحديث بجانب ثلاثة عشر متحفا أثريا. هامزناما القرن السادس عشر 1948 الفنان رازا