راضي شنيشل عاش السعوديون أفراحاً كبيرة بعد انتصار "الأخضر" على تايلاند في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018م، واستمراره متصدراً للمجموعة الحديدية التي تضم إلى جانبه اليابان وأستراليا والإمارات والعراق، إلا أن هذا الانتصار سيصبح بلا طعم ولا لون ولن يكون له أي أهمية إذا ماتعثر لاقدر الله في المباراة المقبلة مع العراق، كون الجولات الأخيرة لا تقبل أنصاف الحلول، والتعثر فيها قد يقتل الطموحات والآمال صحيح أنه في صدارة المجموعة ووصل إلى النقطة 13 بأربعة انتصارات وتعادل، بيد أن ذلك ليس كافياً لضمان الوصول إلى المونديال المقبل، فالتعثر مع فوز اليابان وأستراليا من شأنه أن يعيد "الأخضر" إلى المركز الثالث خلفهما، وهو مايعني إمكانية خسارته للمقعد المباشر ودخوله في مسار آخر يحتم عليه لعب ملحق للوصول إلى كأس العالم إذا ماظل الحال على ماهو عليه في آخر جولتين، وهنا يجب أن نتوقف عن تخدير اللاعبين الذي نمارسه بحسن نية ومن دون قصد؛ فالمبالغة في الفرح، وتصوير الوضع وكأن المنتخب في المونديال من الآن ربما ينعكس سلبياً على "صقورنا الخضر"، ولابد أن تغلق صفحة صدارتنا للمجموعة ويقفل ملف الفوز على تايلاند، وندخل مواجهة العراق وكأنها الأولى في التصفيات، فالتعاطي مع انتصارنا الأسبوع الماضي وكأننا وصلنا رسمياً إلى المونديال من شأنه أن يقتل أحلامنا بالعودة مجدداً إلى كأس العالم بعد غيابنا في نسختي 2010-2014م، وهنا يبرز دور الإعلام الصادق والواعي ومسؤولي اتحاد القدم وإدارة المنتخب ولاعبي الخبرة. التصريح الاعلامي الذي أدلى به مدرب العراق راضي شنيشل لإحدى القنوات الرياضية السعودية بأن لاعبي منتخبه "محطمين"، يجب ان نتعامل معه بحنكة، لأن القصد منه واضح وهو تخديرنا، ورسم الصورة لنا بأننا سنواجه منتخب هش ومحطم ومليئ بالمشاكل، فمثل هذه التصريحات أكل عليها الزمن، واصبحت اهدافها معروفة، وتعامل إدارة المنتخب مع تصريح شنيشل وغيرها من التصريحات المماثلة يجب أن يكون عقلانياً، لاسيما وأن "الأخضر" يضم عددا من اللاعبين الشبان الذين ربما يتأثرون بها سلبياً.علينا أن نحترم منتخب العراق العريق ونحسب له ألف حساب، وعندما ندخل مباراته ننسى بأن لدينا 13 نقطة مقابل أربع نقاط له، لأن كرة القدم لا تعترف بكل ذلك، فهي تحترم من يحترمها فقط، وعلى قدر مجهود لاعبينا داخل الملعب سنحصد، كل مباراة لها ظروفها وحساباتها، وحتى نستمر في جمع النقاط والانتصارات المتتالية لزام علينا أن نلعب بنفس الروح القتالية، وذات الإصرار، والأداء الفني والانضباط التكتيكي، وقبل ذلك على الجماهير السعودية أن تتحد خلف منتخبنا وتدعمه في المدرجات، وأن تكون رقماً صعباً مثلما كان حالها في لقاءي استراليا والإمارات.