لم يكتشف العلم حتى الآن الأسباب التي تؤدي إلى العسر حيث إنها تعتبر حالة جسدية تجعل الشخص يستعمل تلقائياً يده اليسرى بدلاً من اليمنى ولكن قد يرجع هذا لأسباب سنذكرها لاحقاً. يعتقد بعض الوالدين أن استعمال أطفالهم اليد اليسرى هو نتيجة خطأ تربوي مع الطفل، وقد تتولد مشاكل اجتماعية بسبب تلك الحالة نظرا لاختلاف الطفل عن بقية الأطفال. رغم أن مثل هؤلاء الأطفال يمتلكون قدرا كبيرا من المهارة والبراعة حيث يميلون إلى ممارسة النشاطات التي تتميز بالإبداع كالرسم وغيره. أسباب تفضيل اليد اليسرى * تنشأ عادة عند الطفل في سنته الأولى ويتجلى ذلك عندما يقوم الطفل بتفضيل إحدى يديه لتقريبها إلى فمه.. * تفضيل اليد اليسرى يشكل تقريبا 10% من المجتمع. * في عام 2007م توصلت إحدى الدراسات إلى أن تفضيل الطفل لإحدى يديه إنما هو مرتبط بجين معين حيث يتميز الأطفال الذين يفضلون أيديهم اليسرى بوجود جين يدعى LRRTM1 * نظرية تلاشي التوأم: تعتقد هذه النظرية أن الطفل الذي يفضل يده اليسرى إنما هو أحد التوائم مع طفل يفضل يده اليمنى ولكن لسبب أو لآخر كان هناك فشل في نمو الطفل الأخير داخل الرحم. ولكن هذه النظرية تم دحضها بعد عدة سنوات بواسطة مجموعة من الباحثين الأستراليين. * ضعف الجهة اليمنى: الشخص عموما الطفل أو البالغ عندما يكون لديه ضعف في اليد اليمنى على المدى الطويل (فترة لا تقل عن ثمانية أشهر) فمن المرجح أن يكون أعسر حتى بعد شفاء يده اليمنى فإنه من غير المحتمل أن يعود إلى الاعتماد عليها. * نظرية نورمان: وهو طبيب أعصاب توصل إلى أن ارتفاع هرمون التستيرون (هرمون الذكورة) أثناء الحمل يتسبب في ولادة طفل أعسر وترجع هذه النظرية السبب إلى أن التغير في مستويات الهرمون المذكور له تأثير على نمو دماغ الجنين أثناء الحمل فهرمون التستيرون يقوم بتثبيط نمو النصف الأيسر للمخ "وهو المتحكم في حركة اليد اليمنى" فتقوم العديد من الخلايا العصبية بالسيطرة على الجهة اليمنى للمخ "وهي المتحكمة في حركة اليد اليسرى" وبصفة عامة يتحكم النصف الأيمن من المخ في النصف الأيسر من الجسم والعكس صحيح. كيف يمكننا معرفة أي اليدين سيفضل الطفل؟ لا بد أن نعرف أن إدراك الطفل سواء كان يفضل يده اليمنى أو اليسرى هو خاضع بعد مشيئة الله لما يتلقاه ويتعلمه في بيئته الاجتماعية وداخل أسرته أو في مرحلة لاحقة في مدرسته. الطفل الأعسر ليس أقل شأنا من أقرانه بل قد يفوقهم. ولكن عندما يكون لدينا طفل يستعمل اليد اليسرى في الكتابة ويتقن ذلك فليس لنا أن نوبخه كونه في مجتمع أطفاله الغالبية العظمى منهم يفضلون استخدام اليد اليمنى إذ إن هذا التوبيخ قد يعطي إحساسا سلبيا على الطفل فوق إحساسه بالاختلاف عندما يرى أقرانه من الأطفال يمارسون عملا يبارك من الجميع هو لا يستطيع إتقانه، أيضا قد يؤثر ذلك التوبيخ على شخصية الطفل المستقبلية حيث يرسم الطفل صورة مشوهة عن نفسه وقد أثبتت الدراسات التشريحية أن مركز المنطقة المسؤولة عن الكلام والتناسق الحركي بالقشرة المخية عادة ما تكون متطورة بشكل قوي في النصف الكروي الأيسر من المخ لدى مستخدمي اليد اليمنى، في حين أنه 70% من مستخدمي اليد اليسرى وجد أن هذه المراكز لديهم متطورة أكثر في النصف الكروي الأيمن للمخ. هذا يوصلنا إلى أن تفضيل الطفل استخدام يده اليسرى ليس بإرادته وانكار ذلك عليه بشكل قاس سوف يعود بنتائج سلبية، إضافة إلى ذلك فإن إجباره على استعمال يده اليمنى أثناء الكتابة قد يربك الطفل وينتج عنه خطأ غير واضح بسبب إجهاد عضلات اليد اليمنى بسبب ضعفها وذلك بسبب سيطرة النصف الأيمن من المخ عند مثل هؤلاء الأطفال وهو الجزء المهيمن على النصف الأيسر من الجسم ولكن عندما نكون لسنا متأكدين من ان الطفل يفضل يدا على اخرى ونريد ان نختبر ذلك لديه من اجل ان ندرب تلك اليد على الكتابة. وقبل إجراء الاختبار للطفل ينبغي مراعاة بعض المبادئ التوجيهية. فيجب ألا يعرف الطفل أننا نقوم بعمل فحص له ويجب اختبار طفل واحد فقط في المرة الواحدة كما يجب ألا تعطى مواد الاختبار للطفل ولكن يسمح له بالتقاطها اختياريا. * يمكن وضع مفاتيح على الطاولة وطلب الطفل أخذ المفاتيح وفتح الخزانة ومن خلاله يمكن مراقبة الطفل إلى أي يد يميل لاستخدامها. * ويمكن طلب الطفل تناول كرة ملقاة على الأرض ورميها. * يمكن للطفل استعمال كلتا يديه وفي هذه الحالة يجب عرضه على طبيب اختصاصي أعصاب أطفال لتعيين الجانب الأقوى. مشاكل التعلم عند الطفل الأعسر يمكن أن يواجه الطالب مشاكل في التعليم إذا كان المعلم لا يأخذ في الاعتبار وجود طلاب يفضلون الكتابة باليد اليسرى كما أن بعض المقاعد قد تم تجهيز الطاولة المرتبطة بالكرسي عن طريق الجهة اليمنى وهي المخصصة للطلاب الذين يكتبون باستعمال أيديهم اليمين. كما أن الجزء المخصص لوضع الأصابع على القلم أثناء الكتابة تكون مخصصة لمن يستعمل يده اليمنى. هذا لا يعني أن الأطفال الذين يفضلون اليد اليمنى هم أكثر قدرة على تطوير أنفسهم فالأطفال الذين يستعملون أيديهم اليمين هم مرآة للأطفال الذين يفضلون استعمال أيديهم اليسار بل كما ذكرنا آنفا العكس وارد. استعمال الطفل يده اليسرى أثناء الأكل عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سم الله وكل بيمينك، وكل مما يليك". متفق عليه. عند ملاحظة الطفل استعمال يده اليسرى عند الأكل يجب توجيهه بهدوء وتدريبه تدريجيا على استعمال اليد اليمنى وليكن التعامل معه بالترغيب وليس بالتوبيخ والترهيب فنحن في صدام مع سيالات عصبية قادمة من المخ تهيمن على الجزء الأيسر في الجسم عند هؤلاء الأطفال ووسيلة التدريب تحتاج إلى وقت وتوجيه دونما توبيخ كما وتدريب الطفل على حمل الأشياء الخفيفة باستعمال اليد اليمنى. نسبة الذكاء بين الفئتين في كتابه "اليد اليمنى - اليسرى" قال د. "كريس مكمانوس" من جامعة لندن: إن نسبة الأطفال الذين يستخدمون اليد اليسرى أكبر عدد من المتفوقين وان أدمغة هؤلاء الأطفال تكونت بطريقة مختلفة تمكن الطفل من زيادة قدراته وإن الجين المكتشف لدى الأطفال الذين يستخدمون اليد اليسرى له دور في حماية مراكز اللغة والتخاطب. نظرية تلاشي التوأم تم دحضها