هذه الأيام يحتدم الجدل عبر وسائل التقنية الحديثة حول الصفحات المظلمة من تاريخ الأمة على قلتها حيث يتم إشهارها واستخدامها لتلقيح الفتن وتعميق الاختلاف وإحياء النعرات بما في ذلك تسفيه الأمجاد وانتقاص حضارة الإسلام ولعل ذلك يتمثل في: * العمل على نبش الصفحات السوداء من تاريخ الأمة على قلتها وإعادة علكها والمناداة بالثأر كما هو حاصل عبر المحطات الطائفية التي اتخذت من الشتم واللعن والتكفير أسلوباً ومنهجاً وذلك بتشجيع من إيران وأذنابها مع ردة فعل مضادة حتى تتخيل أن حرب البسوس قد أعيد إنتاجها في المنطقة العربية. وفي نفس الوقت يتم تناسي كل ما يجمع ولا يفرق وهذا يعني أن الجاهلية تزرع من قبل قوى تعد المسرح لحرب سنّية شيعية. وما يحدث عبر بعض الفضائيات واليوتيوب والواتس-اب ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى من تحريض وإشعال للفتن وزرع للكراهية بين فرق الإسلام وطوائفه يمهد لذلك. * استفادت منظمات الإرهاب ومريدوها من وسائل إعلام التقنية الحديثة على بث الشائعات والأراجيف والبلبلة والكذب والتجني وتشجيع الغوغاء حتى تم تعطيل الحراك في بعض الدول حيث تعمل هذه المنابر على خلط الأوراق. فالكثير يشتغل في توافه الأمور وهدم مرتكزات الأمة فالغوغائيون هم من يديرون المشهد الإعلامي. * بإساءة استخدام التقنية الحديثة علا صوت الرعاع وخفت صوت العقلاء حيث أصبحت وسائل التواصل الحديثة منبرا لكل ناعق ومنتفع وانتهازي وآفاك على حساب عقلاء الأمة ومفكريها الذين خفت صوتهم وسط صخب من هو على استعداد للاستعانة بالشيطان من أجل تشتيت أذهان الناس بكل الوسائل متجاوزا كل الحدود. * في غياب ملء الفراغ من خلال التوجيه والتثقيف وفي غياب عدم إيجاد بدائل وعدم احتضان الشباب تم التغرير ببعض الشباب وتم إساءة البعض لاستخدام التقنية مثل الانتقاص وبث الشائعات والتفاخر والهياط والتحريض والمغالطة ناهيك عن تعطيل الملكات الخلاقة للبعض الآخر من خلال الالتصاق الدائم بالأجهزة الذكية وعدم الفكاك منها في غير المفيد مما انعكس سلباً على العلاقات الاجتماعية والأسرية والعملية وغيرها. * أصبحت المناداة بإسقاط القدوة والرموز التاريخية والثقافية والدينية والتخلص من إرثهم والتقليل من كل ما يرفع معنوية الأمة مقرونا بالعمل على الحط من قدرها ديدن بعض من يدعي الثقافة وكأن المقصود توطين الجهل واحتقار النفس والاستكانة والإعجاب بالغير من خلال تلميع الآخر وثقافته متناسين أن لكل أمة مرتكزات تميزها عن غيرها إذا ذابت سقطت الأمة بسبب فقدانها للولاء والانتماء. * هذا كله يحتاج إلى وجود هيئة لمكافحة الشائعات تعمل على مواجهة هذه الهجمة الشرسة بصورة فورية وتعلو عليها شفافية وفكرا ومصداقية. نعم الأمة أمام مفترق طرق خطير يلعب فيه الإرهاب وأنصاره من الغوغائية والطائفية والتحريض الخارجي دورا سلبيا بفضل الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت وهذا له دوره في خلط الأوراق كما هو مشاهد في العراق وسورية واليمن وغيرها بتحريض ومؤازرة ودعم مادي ومعنوي من قبل حكومة طهران. فإيران تلعب بالنار التي سوف تحرقها قبل غيرها خصوصا أن هذا النزاع تدفع باتجاهه قوى عديدة من خارج المنطقة وداخلها لتحقيق مآربها على حساب دول وشعوب المنطقة تحقيقا لنظرية "صراع الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي" وبعد حدوث الصدام يتخلون عن التدخل، قال تعالى: (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين). والله المستعان.