أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة أن ديننا الإسلامي وتعاليم القرآن الكريم تحثنا على التطور والتأقلم والتغير وأن الدين ليس عائقا في ذلك مستدلا بقول الله تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، جاء ذلك في كلمة ارتجلها عقب تتويجه الآثاري المعروف د. عبدالرحمن الأنصاري والمؤرخ الشهير د. سعد الصويان بجائزة أمين مدني - رحمه الله - للبحث في تاريخ الجزيرة العربية بعد فوزهما بها مناصفة في نسختها السادسة خلال حفل نظمته أمانة الجائزة بفندق الميرديان ، حيث سلم سموه د. لبنى الأنصاري الجائزة نيابة عن والدها ، وسلم المكرم الصويان جائزته. وقال سموه : أذكر ونحن طلاب في بداية المرحلة الجامعية بجامعة الملك سعود لا يوجد متحف إلا متحف وحيد بكلية الآداب وكنا نسمع عن الدكتور عبدالرحمن الأنصاري من صحيفة رسالة الجامعة ونتتبع أخبار الفاو واكتشافاته مع أن تخصصاتنا كانت بعيدة عن الآثار ، فأشكره لتثقيفه جيلا كاملا غير متخصصين بالآثار ، وإن شاء الله يسمح لنا أبناؤه بالقيام بواجب الزيارة له في المنزل بالرياض. كما نوه سموه بالمكانة الأكاديمية للدكتور الصويان واعتذر للحضور عن غياب د. نزار مدني لظرف طارئ. هذا وشمل برنامج الاحتفاء فيلما تعريفيا بالجائزة وفيلما آخر عن عن الفائزين ، وتحدث رئيس اللجنة العلمية للجائزة د سعد الراشد في كلمته عن جهود د. الأنصاري العلمية مشيرا إلى اكتشافاته وبحوثه الهامة وفي مقدمتها اكتشاف قرية الفاو بعد جهود وتنقيبات استمرت على مدى عقدين ، إضافة إلى تأسيسه قسم الآثار بجامعة الملك سعود ، وأشاد بجهود الصويان في دراسة وتأصيل البحث المنهجي وتتبع الثقافة الشفهية والمورورث التقليدي لأدب وثقافة وتقاليد حياة البادية والصحراء في الجزيرة العربية، ورصد التاريخ الشفهي في الجزيرة بأبعاده اللغوية والاجتماعية والثقافية طبقا لما يعرف علما بالأنثروبولوجيا ، كما تناول جهود صاحب الجائزة أمين مدني واصفا إياه بالمدرسة في كتابة التاريخ العربي والإسلامي، المنافح عن قيمه الحضارية والثقافية والأخلاقية. ونوه رئيس النادي الأدبي د. عبدالله عسيلان في كلمته بالجائزة عادا إياها المساندة للسائرين في دروب المعرفة ، الدارجة على تكريم الشخصيات العلمية ، مشيدا بالمكرمين وجهودهما في مجال الآثار وتاريخ الجزيرة. ثم أعلن أمين عام الجائزة الأستاذ إياد مدني الفائزين مقدما نبذة عن المكرمين. وألقت د. لبنى الأنصاري كلمة والدها التي استعرضت فيها ولادته ونشأته ودراسته بالمسجد النبوي الشريف وانتقاله للدراسة في مصر وبريطانيا ، ثم عودته للرياض وعمله في كلية الآداب بالملز وتأسيسه لأول قسم للآثار بجامعة الملك سعود ، ورحلته العلمية واكتشافاته الأثرية. وفي كلمته شكر د. الصويان القائمين على الجائزة على تكريمه ، مؤكدا على أهمية التعامل مع موروثاتنا الشفهية بتعاضد مع الآثار والحفريات لإعادة اكتشاف الماضي ، وإبراز هويتنا ، لافتا إلى أن أبحاثه تتصدى للنظرة السطحية الدونية تجاه موروثاتنا الشفهية وثقافتنا المحلية وإعادة الاعتبار لهذه الثقافة لتشكل أساسا يرتكز عليه وثقافة ننطلق منها لتعزيز هويتنا ، داعيا إلى إحياء الفنون الشعبية وصقلها وتقديمها للعالم بأسلوب عصري كمظهر من مظاهر القوة الناعمة.