كل عام وتمر عليّ هذه الذكرى المحزنة والتي في يومها فارقتنا إلى رب العزة والجلالة، وبرحيلك أخذت معك قلوبنا أرواحنا وكل شيء حلو في حياتنا. ولأن قلوبنا (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن) ولا نقول إلاّ( إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون) هذا قدر الله ولا راد لقضاءه. سيدي: أناجيك وأنت دائماً أمامي شامخاً بهيئتك وهيبتك كما كنت ولا تزال هذه الرؤيا في ناظري حتى يأخذ الله أمانته ونلحق بك وبالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين بإذن الله في جنات النعيم المقيم. لم أجد ما أكتبه عنك ولك، ولكن أقول قدر ملء ناظري ومهجة فؤادي وما كنت تقوله ونصائحك وتوجهاتك والتي هي ملء سمعي وبصري فلن أوفيك حقك. سيدي: جميع من يعرفك وعاش معك وسمع عنك يرفعون أكف الضراعة لله عز وجل. بأن يرحمك ويحسن إليك كما كنت رحيماً ومحسناً كريماً صادقاً صدوقاً فهذه نعمة أنعمها الله عليك في الدنيا والآخرة بإذن الله. فهنيئاً لك هذه النعمة والتي أتمنى أن تكون لك رفعة ومنزلة في الآخرة. سيدي ومولاي: أخذت على نفسي عهداً أن أكتب عنك في مثل هذا اليوم من كل عام ما دمت حياً؛ ليس للذكرى وإنما لأجدد العهد معك بأنك في ذاكرتي وذاكرة أهلي ومعارفك، وهذا التأبين عهداً علي حتى ألحق بك عرفاناً بالجميل وتذكيراً لنفسي وأحبابك بأنك معنا وفينا. سيدي: رحيل الكبار ليس بالأمر السهل ولا يجب أن يمر مرور الكرام، بل يجيب أن يكون رحيلهم على قدر عطائهم ومكانتهم، ذكرى يكتب عنها ويدعى لهم، وأن نعرف أن (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ). سيدي ستبقى ذكرى وفاتك طريقاً مضاءً للأجيال الحالية والقادمة بأن ما نحن فيه من نعمة وسمعة طيبة كانت من غرس يديك الكريمة لا مستها النار ووالدتي أطال الله في عمرها وأخي سعود أطال الله في عمره. فجزاك الله عني وعن أهلي ومحبيك خير الجزاء وأثابك الله مغفرة ورحمة ورضوان من رب العالمين. فنم قرير العين يا أبي.