د. سليمان أباالخيل اشتملت وثيقة برنامج التحول الوطني 2020 على حزمة من الأهداف السامية التي تهدف إلى إصلاح البنية الاقتصادية وتطوير العمل الحكومي، ولكي تصبح تلك الأهداف ذا أثر إيجابي لا بد من ترجمتها إلى واقع ملموس ينَمُ عن فاعلية في التخطيط ودقة في التنفيذ وهذا ما أشَارَتْ إليه وثيقة برنامج التحول الوطني 2020 فقد أكدت على ركيزتين مهمتين الأولى: "ترجمة تلك الأهداف الإستراتيجية إلى مبادرات تنفيذية خاصة بالجهات الحكومية المشاركة في صناعة وبناء وثيقة برنامج التحول الوطني". الثانية: "إنشاء مكاتب تحول داخل الجهات المشاركة، لمتابعة تنفيذ مبادرات برنامج التحول الوطني؛ بما يمكن مؤسسة العمل ومواءمة المبادرات، والرفع بتقارير عنها إلى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية بطريقة دورية". قطاع التعليم من القطاعات الحكومية التي أولته قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وولي ولي عهده كامل الدعم المالي والمعنوي ولم تأل القيادة الرشيدة جهداً في ذلك فقد شمله برنامج التحول الوطني 2020 وخُصِصَت له ثمانية أهداف إستراتيجية وهناك 36 مبادرة معتمدة تعمل وزارة التعليم على إنجازها بنهاية 2020. وهذه المبادرات يهدف من ورائها إلى تجاوز العقبات والتحديات التي تقف حائلاً دون إصلاح منظومة التعليم وتطويرها وذلك عبر تلك المبادرات التي ستنبثق من تلك الأهداف الإستراتيجية المرتبطة بوزارة التعليم. فقد صرح معالي وزير التعليم د. أحمد العيسى قائلأ "وضعنا 36 مبادرة نأمل في أن تحقق قفزة كبيرة في منظومة العمل التعليمي سواء العام أو العالي، وتبلغ تكلفتها 25 مليار ريال خلال السنوات القادمة ". إن تصريح معالي الوزير الذي أشرتُ إليه آنفاً يوحي بأن برنامج التحول الوطني 2020 قد ألقى بظلاله على مسيرة التعليم فأدى إلى حراك قوي وتفاعل مستديم في قطاع التعليم بشكل عام والتعليم العالي بشكل خاص لاسيما على مستوى الجامعات فقد كان لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قَصَبُ السبق بين الجامعات السعودية قاطبة؛ فهي أول جامعة سعودية تخطو هذه الخطوة تجاه تفعيل رؤية المملكة العربية السعودية 2030 حيث وجه معالي مدير الجامعة وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ د. سليمان أباالخيل إلى إنشاء مكتب لإدارة التحول يحظى بإشراف مباشر من لدن معاليه، وهذا ينبعث من يقين جازم لدى معاليه بالدور التنموي الذي سوف تقدمه الرؤية السعودية 2030 على الصعيد الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي، فقد صرح معاليه في إحدى المقابلات الصحفية قائلاً" فإن رؤية المملكة 2030م، وبرنامج التحول الوطني 2020م هما صمام الأمان بعد حفظ الله وتوفيقه وتسديده، وبقراءة المؤشرات، ورصد التفاعل يجزم المتابع بأنها كانت رؤية محكمة، وعملاً مباركًا، يحفظ حق الأجيال القادمة، ويؤسس لقوة اقتصادية عظيمة، وواقع مثالي بما يحقق للمواطنين الرخاء والسعادة والتقدم والرقي في مختلف المجالات". وهذا الاهتمام من قبل معالي مدير الجامعة المنعكس في بذل كافة الجهود وسائر الإمكانات المتاحة من أجل استيعاب تطلعات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ما هو إلا امتداد لجهود معاليه المتتابعة من أجل الارتقاء بمستوى الجامعة علمياً وأكاديمياً وفنياً لتكون بين أفضل مئتي جامعة عالمية محققةً طموح الرؤية السعودية 2030 من أجل ذلك فقد كلف معاليه كوكبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة لتتولى إدارة مكتب التحول يأتي في مقدمتهم د. محمود آل محمود وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي مشرفاً على برنامج التحول الوطني في الجامعة ود. رياض مكي مديراً تنفيذياً لمكتب إدارة التحول، وقد أنيطت بمكتب التحول مجموعة من المهام تتمحور حول الإشراف على استقبال المبادرات والمقترحات المتعلقة برؤية المملكة العربية السعودية 2030 حيث استقبل المكتب أكثر من 40 مبادرة ابتداءً ولايزال مكتب التحول يستقبل الكثير من المبادرات التي تفد تباعاً مع مرور الأيام، وقد بذل القائمون على المكتب مع المتقدمين بالمبادرات جهداً دؤوباً استغرق ساعات طويلة من الجهود المتواصلة أثناء ساعات العمل الرسمية وامتد ذلك الجهد المضاعف إلى ما بعدها من أجل تطوير تلك المبادرات لتنسجم مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، كما يقوم مكتب إدارة التحول بالمشاركة في تمثيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المؤتمرات وورش العمل ذات العلاقة برؤية السعودية2030، ومن المهام المنوطة بالمكتب إعادة دراسة جميع خطط عموم الأعمال في الجامعة مع الجهات ذات العلاقة داخل الجامعة لتتواءم مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030. إن المتأمل لهذا الحراك الأكاديمي لهذه الجامعة يدرك أن هناك اتساقاً واضحاً بين جهودها غير المتوانية وبين تطلعات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وماذاك إلا لحرص مديرها الملهم على مسايرة روح العصر ومواكبة التطورات التنموية التي تعزز مكانة الجامعة الريادي بين الجامعات، فجامعة الإمام تسعى بخطى حثيثة نحو تقديم منجزات علمية فريدة، وتأهيل كوادر بشرية مزودة بالمعارف والمهارات اللازمة لتلبي حاجات سوق العمل وفي الوقت نفسه يكون لديها القدرة على مواكبة التغيرات المتسارعة في مجالات الحياة كافة، ليس هذا فحسب بل ونقل الوطن الغالي إلى أفاق حضارية أرحب، وهذا بلا ريب يصب بالدرجة الأولى في تحقيق حلم القيادة الرشيدة الذي أرى تحقيقه قريباً، وإن كان غيري يراه بعيداً. د. فيصل بن عبدالله السويدي