لا يلبث الاتحاد أن يعيش حالة من الهدوء والأجواء الإيجابية حتى ويأتي خبر صاعق يهز أركانه ويعيده إلى نقطة الصفر، حتى أن رئيس النادي المكافح حاتم باعشن أصبح يتحدث عن القضايا التي تواجه إدارته بسبب أخطاء الماضي أكثر من حديثه عن الحاضر والمستقبل، حتى وصل به الأمر إلى التهديد بالكشف عمن يقف حول إثارة هذه القضايا التي تعرقل مسيرة "العميد". حكم جديد صدر من غرفة فض المنازعات في "فيفا" تجاه النادي المرهق من أرقام الديون الضخمة على خلفية تعاقدات مليونية كان الهدف منها فرد العضلات أمام الجماهير وإظهار "طناخة الوهم"، وكان المدعي هذه المرة لاعب الوسط الأسترالي جيمس ترويسي الذي يطالب بمبالغ مالية، في وقت تؤكد إدارة باعشن أنها لم تجد أي مستندات تثبت تلقي النادي مطالبات تخص اللاعب الذي أعلنت إدارة إبراهيم البلوي عن التوصل إلى تسويه معه وفسخ عقده مطلع العام 2016. ما يحدث في الاتحاد أمر غريب، فالديون بمئات الملايين والقضايا تتراكم والإدارة غير قادرة على حصرها، والأكثر غرابة هو وجود جزء كبير من هذه المديونيات على شكل عمولات لشخصيات معروفة صلتها الإدارة السابقة، وأسوأ من هذا كله أن إدارة البلوي الذي كان يتمتع بدعم مفتوح من أخيه منصور كما يقول يوهم الشارع الرياضي والمدرج الاتحادي بدعم كبير لخزينة "الأصفر" رحل وترك خلفه جبلاً من المديونيات التي لن يتحلمها النادي وربما يدفع بسببها الثمن بالرحيل إلى دوري الدرجة الأولى. "ميزانية مفتوحة" وأحيانا أكثر من مفتوحة، و "صفر بالمئة ديون" كل هذه تصريحات لن ينساها الشارع الاتحادي، حتى وإن حاول الإعلام المحسوب على "البلوي إخوان" تجاهلها، لكن الحقيقة المؤكدة أن الاتحاد كان يقف على قدميه بدعم رجال بقيمة العضو الداعم ورجل الأعمال الراحل خالد بن محفوظ الذي كشف رحيلهما عن النادي أنهما هما فقط من يقف خلف منجزات "المونديالي". الآن وقد أصبح النادي تحت مقصلة الحرمان من التسجيل الذي ربما يتبعه الهبوط، لا بد من تدخل هيئة الرياضة، وهنا لا أطالبها بالسداد، لكن ما الذي يمنع الهيئة من مخاطبة الجهات المختصة بالفساد والقضايا المالية في الدولة للتدخل والتحقيق بما يحدث لهذا الكيان من تدمير ممنهج من الداخل، ولماذا لا تبادر الإدارة الاتحادية بالكشف عن هؤلاء بالأسماء وتشكوهم للجهات المختصة، إذ كان الإهمال وسوء التصرف الإداري والمالي عنواناً لتلك المرحلة وهو أمر كافٍ لتصعيد الأمر قانونياً ومحاسبة "مطانيخ الوهم".