أحد أهم أسباب انتشار الأمراض تجاهل برامج الوقاية الصحيحة أو أن توكل لغير المختصين في التخصص المطلوب، فالتخصصات الصحية لم تعد طبيبا وصيدليا كما كان سابقاً بل صارت منظومة طبية متكاملة تعمل كفريق واحد وكل يؤدي عمله في تخصصه الدقيق ويكمل زميله ميخصه، واستحدثت من أجل بناء تلك المنظمة المتكاملة برامج حديثة ومعايير جودة واعتماد تسعى لتقديم خدمة طبية متميزة. تخرج الجامعات السعودية سنوياً عدداً جيدا من المختصين في المجالات الصحية التي يحتاجها الوطن ولكن هناك تخصصات مهضومة ربما لعدم معرفة دورها العلاجي والوقائي مثل صحة الأسنان والتثقيف الصحي والتخصصات الدقيقة في التأهيل مثل أمراض التخاطب والنطق والسمع وتخصصات العلاج الوظيفي والمهني والتغذية العلاجية وغيرها، وبحكم تخصص الصفحة لو ضربنا مثالاً عن التغذية العلاجية فلدينا ولله الحمد تسع جامعات سعودية تخرج كل عام عددا جيدا من المختصين المؤهلين في التغذية العلاجية، وهناك حاجة ماسة لهذا التخصص سواء في الوقاية والعلاج، ولكي نعزز تلك الفائدة لا بد من تذليل المعوقات التي تعترض سبل التطوير، ومن ضمنها: 1 زيادة اهتمام الجهات الطبية العليا وأهمها وزارة الصحة بهذا التخصص المهم وتخصيص إدارة عليا فيها باسم (إدارة التغذية العلاجية)، وتخصيص أقسام مختصة بالمستشفيات وربطها طبياً وإدارياً بالمدير الطبي للمستشفى. 2 تضمين التأمين الصحي لأمراض التغذية، بالذات المزمنة والوراثية. 3 تطبيق متطلبات جهات الجودة والاعتماد في المستشفيات التي تشترط وجود قسم مستقل للتغذية العلاجية وبتخصيص وظائف محددة لها حسب عدد الأسرة والأقسام والعناية المركزة والتي تتراوح بين أخصائي لكل 10 أسر في العناية المركزة وأخصائي لكل 20 سريرا في أقسام التنويم العادية، ومن تلك الجهات (الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والمركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية CBAHI، و Joint Commission International (JCI)، وغيرها. 4 منع غير المصنفين من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية في تخصص التغذية السريرية من مزاولة مهنة التغذية العلاجية في المستشفيات الحكومية والخاصة. 5 بناء استراتيجية وطنية للتغذية العلاجية وتحديث الخطط والبرامج وتوحيد بيانات مكونات الأغذية السعودية والمستوردة. 6 التحسين المستمر لمخرجات التعليم الجامعي بالتركيز على التطبيق العملي في المستشفيات، وعلى المستشفيات زيادة استيعاب أعداد أكبر من المدربين أثناء الدراسة وفي فترة الامتياز لكون تلك المستشفيات هي جهة التوظيف وهي المستفيدة الأولى من رفع تأهيل المختصين. 7 تحديد المهام الوظيفية في كل تخصص وتطبيق السياسات والإجراءات المعتمدة من الهيئات المختصة المحلية أو العالمية. 8 دعم تطبيق التخصصات الفرعية وتدريب الممارسين للحصول على شهادة الاختصاص المعتمدة. 9 تطبيق شهادة الاختصاص المهنية على جميع الخريجين وتيسير الحصول على شهادة الاختصاص العالمية (RD) Registered Dietitian للممارسين بعد اكتسابهم الخبرة العملية. 10 استكمال تخصيص أقسام للتغذية العلاجية في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية والمراكز الصحية الأخرى. 11 عدم السماح بمزاولة المهنة إلا للممارسين الصحيين المرخصين من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وتطبيق عقوبات على المخالفين. 12 التكامل العملي بين التخصصات الطبية في المنظومة الصحية الواحدة كالمدن الطبية والمستشفيات والمراكز الطبية الأخرى. 13 تعيين أخصائين في التغذية العلاجية في إدارات التعليم للقيام بتوعية الطلاب وتدريب المعلمين والمشرفين الصحيين لأساليب التغذية السليمة والوقاية من الأمراض.