لم تكن كلمة عابرة، حضرت في نطاق ضيق.. لكنها كانت مؤثرة وانطلقت من معقل البرلمان الأوروبي في بروكسل ببلجيكا.. ولم يكن هناك أبلغ من أن يتحمل الأوروبيون مسؤوليتهم فيما يحدث من إرهاب.. وهو ما صدح به أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى وهو يخاطبهم بالعقل والمنطق عن الإسلاموفوبيا ودورهم في دعم الإرهاب دون أن يدركوا شر ما أقدموا عليه. والقول المنطقي أننا لم نجد سياسياً عربياً يناقش "الإسلاموفوبيا" بمثل ما كان عليه الدكتور العيسى، فهو اقتحم الحدود وقدم منهجية حقيقية عظيمة عن دور الغرب بتنامي الإرهاب بسبب تخويفهم لشعوبهم والتضييق على المسلمين.. فالأمين العام خاطبهم من منبرهم بأن ردة الفعل المتطرفة المتمثلة في ظاهرة "الإسلاموفوبيا" ستوَلِّدُ المزيد من المعاناة كما ستزيد من أعداد المتطرفين الذين كانوا بالأمس أسوياء معتدلين يتعايشون بكل احترام مع دساتير وقوانين وثقافة الدول التي يحملون جنسيتها أو يقيمون فيها. والسؤال الأهم في خضم المعاناة كيف ندفع الغرب لإعادة مناهجه وقوانينه بأن كل زيادة في التضييق على المسلمين يقابلها زيادة في التطرف؟، وقبل أي إجابة فنحن هنا نتفق تماماً مع أمين الرابطة، ونشدد على تفعيل ما ينادي به، بعد أن يئسنا من الدور السلبي لوزارات الإعلام ومراكز المعلومات العربية والإسلامية بأن الغرب هو من يصنع المتطرفين بسبب ما قام به من تشكيك وتضييق على الشباب المسلم ممن هم يعيشون على أراضيه، وكثير منهم يحمل جنسيته، هؤلاء الذين كانوا بالأمس يتعايشون مع محطاتهم المعيشية غير الإسلامية باندماج إيجابي وباحترام لافت للحريات والقوانين.. لكن تعاظم "الإسلاموفوبيا" خلق فكراً وجلاً مشتتاً جعل بعضه ينقاد لأهل الإرهاب. علينا أن نفكّر بذلك من خلال منهجية عاقلة متزنة لا ترتكز على الانفعال والشجب فقط.. ننمي الرسائل الإيجابية كأن ندعم ونقوي ما يصدر عن الغرب من رفض لذلك كما كان من خلال ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية: عبر تقرير علمي موثق:"بأن "داعش" يحسن استغلال "الإسلاموفوبيا"، الذي أنتجته هجمات باريس العام الماضي، وتنامي شعور الكراهية والعداء ضد المسلمين". من خلال الضغط وتضييق الأوروبيين على المسلمين ينمي عدائية يستغلها التنظيم لزيادة المنتمين له. الأهم في القول: إن تساهلنا الكبير قد زاد من توسع "الإسلاموفوبيا"، وما الرسالة التي انطلقت من الرابطة وعبر أمينها العام إلا منهجية حكيمة مؤثرة لا بد أن تكون الأساس للتوعية.. كي يعي الغرب دوره في تنامي من تجندهم داعش، ونتمنى.. بل نشدد هنا على أن تتبنى الرابطة توحيد الجهود الإسلامية في كل ما من شأنه تصحيح الفكرة لدى الغرب عن الإسلام والمسلمين، بحيث توجّه طاقاتها نحو نشر الضرر من الإسلاموفوبيا باستخدام كلّ الوسائل المتاحة لديها.