في لقاءٍ شهد حفاوةً تجاوزت البروتوكولات؛ أكد ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على تعزيز الجهود في مكافحة الإرهاب؛ والسعي إلى إحداث نقلة نوعية وشراكة استراتيجية في هذا الجانب خصوصاً فيما يتعلق بمكافحة تمويل الجماعات الإرهابية وأنشطتها الفكرية. وشهد اللقاء، الذي عُقِدَ أمس في البيت الأبيض، توافقاً بين الجانبين فيما يخص الملف الإيراني. وثمّنت الإدارة الأمريكية الحالية موقف المملكة تجاه هذا الملف أثناء فترة الإدارة السابقة «إدارة الرئيس السابق باراك أوباما». وأشاد الرئيس ترامب بالخطوات السابقة والحالية للمملكة تجاه السلوك الإيراني في الشرق الأوسط وتدخلات طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وأكد ولي ولي العهد وترامب على تعزيز العلاقات الاستراتيجية السعودية – الأمريكية والعمل جدياً لأن تبقى أقوى من أي وقتٍ مضى. كذلك؛ أشارت الإدارة الأمريكية إلى دعمها تعزيز جهود المملكة في الجوانب الدفاعية والأمنية والالتزام بإمدادها بما تحتاج في هذا الجانب. وأظهر اللقاء تطابقاً إلى حد كبيرٍ في الأهداف ووجهات النظر بين البلدين تجاه القضايا المختلفة وفي كافة المستويات، ما من شأنه المساعدة في تطور ملحوظ للعلاقة الاستراتيجية بينهما. واستقبال ترامب للأمير محمد بن سلمان هو الأول، بالنسبة إلى الرئيس الأمريكي، لمسؤول إسلامي وعربي، ما يؤكد قوة العلاقة بين البلدين ودور المملكة الريادي عربياً وإسلامياً. وتناول الاستقبال عدداً من المواضيع حول دول الشرق الأوسط. وأكد الجانبان التزامهما بدعم دول البحرين ومصر والسودان والتحديات التي تواجهها. اقتصادياً؛ تطرق الجانبان إلى الشراكة الاستراتيجية الاقتصادية بين البلدين، وأكدا على تعزيز التعاون في هذا المجال والسعي إلى البحث عن فرص جديدة فيه. وأظهر الاستقبال توافقاً وانسجاماً كبيرين بين الرئيس ترامب والأمير محمد بن سلمان. وأبدى ترامب تحمسه للاستماع إلى أفكار وتطلعات المملكة وولي ولي العهد وكافة التفاصيل الخاصة بهذه الأفكار، كما استدعى عدداً من المسؤولين الأمريكيين للاستماع إلى الأمير محمد بن سلمان. وهذا اللقاء هو الخامس رسمياً لترامب مع قادة دول العالم، ما يعطي إشارة إلى مكانة المملكة وولي ولي العهد لدى الإدارة الأمريكية والدور السعودي القيادي على كافة الأصعدة. وعلى الرغم من أن بروتوكول اللقاء لم يتضمن التقاط الصحافيين صوراً؛ إلا أن الرئيس الأمريكي طلب حضورهم، في دلالةٍ على اهتمامه بضيفه الكبير، علماً أن ترامب كسر خلال اللقاء ولأكثر من مرة بروتوكولات لقاءاته مع قادة العالم، احتفاءً بالأمير محمد بن سلمان. وفي دلالةٍ إضافيةٍ على التقارب الكبير بين الجانبين؛ أقام الرئيس الأمريكي مأدبة الغداء في الصالة العائلية في الجناح الشرقي للبيت الأبيض.