بداية العاصمة الرياض مع التجمع الرياضي كانت في ملاعب عادية ترابية، وعلى رأس تلك البدايات ملعب الصائغ.. وبدأنا عند ذلك الوقت الاستثمار الكبير في الملاعب والنوادي، وأخال أننا نصرف عليها الكثير من التفكير والمال.. حتى التجارة وجدت نفسها في استثمار مهيل مع كل ما يخص الرياضة من أدوات وتسهيلات وملابس.. كرة القدم تأخذ الحيّز الكبير. فقد أصبحت إحدى الحالات الذهنية للكبير والصغير والذكور والإناث، انشغلت جلسة الطعام بالحديث عن الكرة والنوادي. ورأينا أن الجوانب الأخرى من الرياضة لم يطلها الاهتمام والجوائز وبطولات المجموعات كالبولينغ والتنس وغيرهما. لا تفتقر الرياضة إلى مزيد من العناية، لكننى أتساءل عن السبب في انصراف القطاع الخاص عن الاستثمار في النوادي والصالات ومراكز الدفاع عن النفس الأهلية والمسابح. وأقصد إنشاء مؤسسة استثمار ذات هيكلة ومشمولات وإمكانات لاحتواء هذا الولع العارم بالرياضة. أم أن الرياضة مقتصرة على كرة القدم فقط، وشراء وانتقال وبيع لاعبيها. في أكثر بلدان العالم رأينا أن دور الهيئات الرسمية يتضاءل سنة بعد أخرى، وجاء سباق بين مستثمرين لديهم الذهنية والمعرفة لإخراج نواد غير التي نعرفها الآن. والذي لا أراه مناسبا، أو أنه تراجع كبير في تفكيرنا، هو هذا الصراع القائم بين أجنحة المجتمع (هذا بناقوس يدقّ + وذا بمئذنة يصيحْ) عن هذا النادي أو ذاك، وأرى أن سبب كل ذاك الصراخ هو حصر اللعبة الرياضية في فن واحد وهو كرة القدم. والذي لديه المقدرة والملكة في غيرها من أنواع الرياضة لا يحظى بتقويم أو عروض انضمام. تنال الكرة مكانا بارزا حتى في السياسة، وأخذا وردا بين الإعلاميين والنقاد عبر وسائل الإعلام، أو من بعض الجهات الأخرى كمجلس الشورى وأعضائه الذين سبق أن شنوا هجوما لاذعا على مسؤولي الرياضة عندنا وهيئاتها. مجلس الشورى؟! في الابتدائية عشقت قول الرصافي، من قصيدة وصف بها كرة القدم ولاعبيها قال: ولقد تُحلَق في الهواء وإن هوتْ شرعوا الرؤوس فناطحتها الهام وبرفسِ أرجلهم تُساق وضربها بالكفّ عند اللاعبين حرامُ لا تستقرّ بحالة فكأنها أملٌ به تتقاذف الأوهامُ