] تستهويني لعبة كرة القدم من ناحيتين فقط، النظام والتعاون فالنظام يشعرك أحياناً وكأن الكرة تتحرك بقوة مغناطيسية ومن تلقاء نفسها وهذه القوة الدافعة ناتجة عن تعاون اللاعبين. لا أتحمس كثيراً لفريق أو أترقب خسرانه أو فوزه فثقافتي (الكروية) ونقص معلوماتي بقواعد اللعب لا يؤهلانني لذلك الحماس الذي أشار إليه الصديق يوسف الكويليت في العمود المقروء (غرابيل) حيث انقسمت العائلة إلى جمهورين متناقضين ضما معهما السائق والخادمة. أقول إنني أهوى مشاهدة كرة القدم ولكن ب (رومانسية) وليس بدافع الحماس وخصوصاً عندما أقارنها بألعاب أخرى مشابهة لها وأعتقد أن لها نفس النظام وهي لعبة انشقت عن لعبة كرة القدم ولكنها اشد عنفاً ويسمونها (الرجبي RUGBY)، ورغم التشابه في نظام اللعب إلا أن أوجه الخلاف بين اللعبتين أكثر بكثير من أوجه الشبه. فالكرة في الرجبي بيضاوية، ويسمح فيها بالتماسك بالأيدي والتدافع والانطلاق بالكرة، فضلاً عن الأقدام والعرقلة وأشياء أخرى لا تجوز في كرة القدم. كما حدد ذلك الشاعر معروف الرصافي في قصيدة عنوانها في ملعب كرة القدم حيث يقول: وبرفس أرجلهم تُساق وضربها بالكف عند اللاعبين حرام ثم إنني رأيت أن ملابس لعبة الرجبي تختلف أيضاً. فهي فيما يبدو مهيأة للوقاية من الكسور والرضوض المتوقعة، وملابسهم تذكرني بالدروع التي يعتمد عليها الفرسان في مبارزاتهم في القرون الوسطى، والدليل على هذا أن تاريخ هذه اللعبة عنيف أيضاً ففي موسم 1905 في الولاياتالمتحدة اسفرت المباريات عن 18 وفاة و159 إصابة خطرة. ألا ترون معي أن هذه «وحشية» وليست لعبة رياضية؟ وتوجد لوحة معلقة في فناء مدرسة «رجبي» في إنجلترا منذ عام 1833 وقد نقشت عليها العبارة التالية: «تخليداً لذكرى الطالب (وليام أليس) الذي خرق قواعد لعبة كرة القدم.. وأخذ الكرة بيده.. ووضعها تحت ابطه وانطلق بها إلى مرمى الفريق الآخر.. مبتكراً لعبة جديدة هي لعبة الرجبي». لعل غيرة ذلك الطالب على فريقه هي التي دفعته إلى أن «يخترع» لعالم الرياضة لعبة جديدة، هي كرة يد وكرة قدم في نفس الوقت.