حذر الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الشعلان -أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة الملك سعود- من التأثير السلبي لإدمان الأطفال على الألعاب الالكترونية، ونادى بأهمية تقييد وقت اللعب بها حفاظاً على صحتهم، مشيراً أن استخدام الألعاب الإلكترونية ذات التصاميم الذكية من قبل الأطفال يتسبب من خلال الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة منها في تلف وقصور الحاجز الدموي للمخ الذي يمثل البوابة التي تمنع الميكروبات والسموم والمواد الضارة من الوصول إليه والتأثير في خلاياه. وقال: الكثير من الدراسات التي عملت في مجال تقييم المخاطر لألعاب الأطفال الألكترونية تحذر من تأثير الإشعاعات الكهرمغناطيسية التي تنبعث منها على الأطفال على المدى الطويل، وقد أبانت تلك الدراسات أن لهذه الأشعة تأثير على حالاتهم النفسية والصحية والسلوكية، إذ يمكن أن تسبب مصاعب في قدراتهم على التعلم من خلال انخفاض مستوى التركيز وضعف الذاكرة ونقص القدرة على الاستيعاب والفهم بالإضافة إلى نشوء بعض السلوكيات العدوانية غير المبررة إلى جانب حدوث أعراض مرضية نتيجة تكسر في الحمض النووي (DNA) لدى الأطفال وما ينجم عن ذلك من تدمير لخلايا الجسم، وهذا بحد ذاته يؤدي إلى حدوث مجموعة كبيرة من الأمراض من أهمها سرطان الدم (اللوكيميا)، كما يؤدي إلى إضعاف وظائف الجسم كالغدد والرئتين والبلازما ونخاع العظام، كذلك يؤثر على المواد البروتينية الموجودة في عدسة العين وبخاصة لدى الأطفال الأمر الذي قد ينجم عنه إصابة العين بالالتهابات المزمنة والتراجع في قدرة العين على الرؤية بشكل صحيح. وحول سؤال عن نمط سلوكيات الطفل وتأثير استخدام الأجهزة الذكية على نفسيته وما الذي يمكن أن تعكسه الألعاب والفيديوهات على شخصيته قال الشعلان: تم الوصول لنتائج أبحاث علمية تؤكد أن ثمة أضرار محتملة من جراء استخدام الهواتف الذكية والإنترنت على الصحة العامة وبخاصة لدى الأطفال وصغار السن، اذ إن استخدام تلك الوسائل من قبل الأطفال يتسبب من خلال الموجات المنبعثة منها، في تلف وقصور الحاجز الدموي للمخ الذي يمثل البوابة التي تمنع الميكروبات والسموم والمواد الضارة من الوصول إليه والتأثير في خلاياه، حيث تكون عظام الجمجمة لينة وطرية ولم تلتئم ببعضها بعد، مما يكون له الأثر فيما بعد لحدوث أورام خبيثة في هذه المنطقة بالذات. ومن المؤسف أن مخاطر وأضرار الموجات الكهرومغناطيسية للأجهزة الذكية لا تظهر بشكل بارز على أطفالنا لأول وهلة لكنها تتراكم مع الوقت، إذ بمرور الزمن تظهر الحالات المرضية التي نخشاها والتي ترتبط باستخدام تلك الأجهزة الذكية كالهواتف والإنترنت وبعض لعب الأطفال كالآيباد وغيرها. وبالنسبة لدور الوالدين في هذا الموضوع وما الذين يمكن أن يقوما به، قال الشعلان: من المشاهد إن استخدام الألعاب ذات التصاميم الذكية قد بدأت تغزو مجتمعاتنا وتنتشر بين أطفالنا حيث بدى أن هذه الشريحة العمرية مولعة بهذه الألعاب ومن الاستخدام المفرط لها، ولكون جماجمهم أقل متانة وأضعف قوة من جماجم البالغين والذي يخشى معه أن تخترقها تلك الأشعة والموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من تلك الألعاب فهذا ما يبعث على القلق والانزعاج الشديدين لدى الآباء والأمهات. ولكن لتأكيد مفهوم الوسطية للعلم بما لهذه الوسائل من مزايا توعوية وتثقيفية وتواصل اجتماعي لأطفالنا إذا لا يستحسن منع التقنية عن الطفل لكن البحث عن طرق مفيدة لصرفه بعض الوقت عنها خشية تعلقه بها وإدمانه عليها، ومثال ذلك إشغالهم بالتواصل العائلي إذ يجتمع الأبوان بأطفالهم بين الفينة والأخرى لزيادة روابط الأبوة والأمومة والدخول في مواضيع تزيد من وشائج الترابط الأسري وتقوي متانة التواصل العائلي بينهم ومعهم كما أن أخذهم في رحلات خارجية أو نزهات خلوية قد تبعدهم عن تلك الأجهزة ولا تتركهم عرضة للإنشغال بها والإدمان عليها. د. عبدالله الشعلان